ماذا حدث في صافيتا؟
هزت الحادثة المؤلمة التي حدثت في صافيتا منذ فترة الرأي العام في محافظة طرطوس عموماً إثر الاشتباك الذي حصل بين مجموعة شباب مسلحين من «اللجان الشعبية» وذهب ضحيته ثلاثة شبان، حيث حاولت بعض مواقع التواصل الاجتماعي وبعض المحطات الإعلامية (المشبوهة) إعطائها بعداً طائفياً، ووضع أسفين الحقد والكراهية بين طوائف الشعب السوري الواحد، بينما حقيقة الأمر أن الحادثة هي تصرف شخصي أرعن ولا علاقة لها بأية خلفية طائفية.
أشارت قاسيون في أعداد سابقة إلى خطورة فوضى السلاح واستخدامه بما لا يخدم مصلحة الوطن و لا الدولة السورية، حيث جرى استخدامه في حالات غير قليلة لمصالح ومآرب شخصية ضيقة تسيء إلى الوطن، وتسيء إلى مصلحة الشعب السوري والسلم الأهلي، فمنهم من يستخدم السلاح لترهيب السكان في أي وقت دون رادع من قانون أو ضمير، والبعض الأخر وصل إلى حد استخدامه للتشليح وتشكيل عصابة منظمة، فهناك من الذين قبضت عليهم الجهات المختصة وهم داخل السجن وهناك من هو خارجه.
قاسيون استطلعت آراء الكثير من الأهالي في المنطقة لتقييم ما جرى، فأجمع المواطنون من كل الانتماءات، على إدانة أي مساس بالوحدة الوطنية والسلم الأهلي خاصة أن اثنين من الضحايا الثلاثة الذين سقطوا في تلك الحادثة «لا علاقة لهم بالموضوع ولا بالمشاجرة» بل تدخلوا لمنع حدوث جريمة وتفاقم الأمور.
وثمّن قطاع واسع من الأهالي دور بعض الجهات المسؤولة، والعقلاء من الفعاليات الاجتماعية والسياسية في وأد محاولات الفتنة بشكل سريع.
إن الغالبية الساحقة من أبناء شعبنا هي ضد المظاهر المنحرفة كلها وضد أي تجييش طائفي وهي لا تؤمن إلا بشرعية الدولة، و ترى أن السلاح الشرعي الوحيد هو سلاح الجيش العربي السوري، ومن هذه الزاوية نذكر أعداء الشعب السوري وأصحاب المصالح الضيقة من أية جهة كانوا: أن أبناء صافيتا هم أبناء شعب واحد، وسيبقون كذلك بغض النظر عن انتماءاتهم الدينية، ويتحلون بوعي وطني ترسخ في الوعي الشعبي منذ مئات السنين، حيث قاتل الجميع جنباً إلى جنب من كل المكونات ضد الغزو الفرنجي في معركة الشيخ راشد أبولي، عندما تم طرد الغزاة الإفرنج، من قلعة صافيتا بعد معركة العريمة الشهيرة، ولن يستطيع المتاجرون بالدين والطائفية أن يفرقوا بين أبناء الشعب السوري الواحد.