أربعين الرفيق الراحل.. نايف فرحان

أربعين الرفيق الراحل.. نايف فرحان

أقامت لجنة محافظة الحسكة لحزب الإرادة الشعبية حفلاً تابيناً بذكرى مرور أربعين يوماً على رحيل الرفيق نايف فرحان أمام مكتب الحزب بمدينة القامشلي، بحضور حشد من الرفاق والأصدقاء وذوي الفقيد وممثلي بعض القوى السياسية، وقوى وشخصيات سياسية ودينية واجتماعية...
ألقيت في الحفل عدة كلمات باسم منظمة الجزيرة للحزب، وكلمة باسم الحزب الشيوعي السوري الموحد، وتليت برقية باسم هيئة التنسيق الوطنية، وبرقية باسم الحزب الديمقراطي التقدمي الكردي في سورية، وبرقية باسم الأمانة المركزية في حزب الشغيلة الكردستاني في سورية.

بدأ اللقاء بالوقوف دقيقة صمت على روح الفقيد وشهداء الحزب والوطن، وبعد ذلك ألقى الرفيق حمد الله ابراهيم كلمة الحزب، وبعد أن شكر الضيوف على حضورهم واهتمامهم، قال: «..تسلم الراحل مهام حزبية عدة من عضو فرقة حزبية إلى عضو فرعية ثم عضو في محلية القامشلي ومن ثم عضو في اللجنة المنطقية ووصل إلى اللجنة المركزية للحزب الشيوعي السوري.
كان أول الموقعين على ميثاق الشرف للشيوعيين السوريين، وأصبح عضو هيئة رئاسة في اللجنة الوطنية لوحدة الشيوعيين السوريين وسكرتير لجنة المحافظة في الجزيرة لفترة طويلة.
وعندما تقدم به العمر، واستدعت ضرورات العمل أن يخلي المساحة لمصلحة رفاق أصغر سناً وأكثر قدرة على الحركة لم يتوان عن ذلك. دون أن يفقد دوره المفتاحي في قيادة العمل. وبذلك عبر الرفيق عن أهم خصال الشيوعي الحقيقي في نكران الذات.
وقدم لنا درساً بالغ الأهمية في الأخلاق الشيوعية والثورية المطلوبة. كان الرفيق الراحل يدعو دائماً إلى إعادة الدور الوظيفي للحزب وبقي مناضلاً على هذا الدرب، حتى آخر يوم في حياته وفي كل هذه المواقف كانت أم أفين سنداً له وتؤكد دائماً أن بيتنا هو بيت الحزب»
وجاء في كلمة الحزب الشيوعي السوري الموحد التي ألقاها الرفيق علي لوقو« نعت مدينة القامشلي بجماهيرها من عمال وفلاحين ومثقفين شخصية شيوعية معروفة بعنادها وصلابتها من أجل الحرية والعدالة الاجتماعية. وكان مناشداً صارخاً ضد الظلم وسياسة القهر العنصري القومي واضطهاد شعب لشعب وإنسان لإنسان.
وبقي مثابراً في الطريق الذي اختاره في حياته بكل ما يملك من قوى وإمكانات لتحقيق السلام والخبز للجياع حتى أخر لحظة في حياته.
 لا نقول لك وداعاً أيها الرفيق العزيز نايف أبو فين بل نقول لك ستبقى في أعماق قلوبنا»
وألقى رجل الدين البارز ملا محمد غرزي كلمة جاء فيها «قد يستغرب أناس حضور رجل دين أربعينية عضو في حزب الإرادة الشعبية ذي المرجعية الماركسية، ولاشك أن هذا الاستغراب زرع واستنبت بقصد وبدونه في مجتمعاتنا، وبذلك نتوهم امتلاك الحقيقة وشخصيته، واعتباره شبه ثروة إرثيه غير قابلة للمشاركة إلا من زاوية محدد. بنيت بيننا جُدُر حالت دون تلاقح الأفكار والرؤى. بل حالت أحياناً دون التشارك في الأفراح والأتراح، أليست هذه كارثة مرضية على الفكر، والذي يحكم كينونته ألا يعرف حدوداً ويتعرض للنشوة عندما يحاصر برؤية محددة
على طلاب الحقيقة ومحبيها إن صدقوا، أن يكونوا كأطباء بلا حدود يسعدون بقدر دورهم في إيصال الراحة والسلامة، إلى أناس هم بحاجة إلى تشخيصهم للداء والدواء، ولا شك من خلال العمل والخدمة الجماعية، يسعد الكل عندما يرى أن البعض قد اهتدى لتشخيص مرض ونجح في المعالجة. ولكننا نصادف أشخاصاً في الحياة يعيشون حالة من الوثنية يتخذون مفاهيم ثابتة لا تقبل المناقشة في تعبيرها أو حتى إعادة النظر فيها، وأصعب نقاش أن تناقش شخصاً لديه مفهوم ثابت لا يغيره، وكأنه دفة النجاة للعالم الأخر، أو إذا انتشلت الفكرة من عقله سيغرق في بحر من الظلمات.
النور هو أن لا نتعصب لفكرة ما، مهما كانت تلك الفكرة عندك هي الصواب، أو إنها الحقيقة، التي تتمسك بها، ولا يمكن أن تفرط فيها. فحياتنا مليئة بالحقائق المتنوعة، وكلما اكتشفت حقيقة ما تختبئ حقيقة وراءها أحياناً مشابهةً لها وأحياناً تخالفها تماماً.
وما نعانيه ونعيشه من قتل ودمار في المنطقة كلها، ولا سيما في سورية، إنتاج هذه الذهنية الوثنية الإقصائية، والسلاح أثبت فشله والوثنية الفكرية أثبتت فشلها، فعلينا العودة إلى خيمة وطنية نعيش سواء، لا تقصي أحداً، ولا يضيع لأحد حقه، من خلال دستور يناسب الحدث والحل. فالمأساة تأزمت فلابد من حل ممكن. يرضي الجميع.
ولا أريد الإطالة فخير الكلام كما ورد في الحديث الشريف ما قل ودل.
«رحمة الله الفقيد وألهمكم وذويه الصبر.»
وألقى الاستاذ عفيف درويش كلمة باسم آل الفقيد شكر فيها الحضور ورفاق الفقيد، موجهاً التحية الى روحه.