(نهر عيشة) يعج بالناس ويغص بالأزمات!
حي نهر عيشة، والذي يطلق عليه اسم «السيدة عائشة» أو«حي الفردوس» وهو يقع جنوب الميدان في محافظة دمشق، يأن في أزماته المتعددة.
المنطقة التي باتت ملاذاً للنازحين من المناطق السورية الحامية، أولاً كونه بعيداً نسبياً عن الخطر قياساً مع جيرانه «الميدان- كفر سوسة»، وانخفاض أسعار استئجار المنازل إذا ما أردنا أن نقارنه مع غيره من الأحياء الأخرى في دمشق.
اكتظاظ وتهديد بالتهجير!
يتجاوز عدد السكان حدود المنطق، إذ يعيش في المنزل هناك، والذي يستوعب عشرة أشخاص كأقصى حد، عشرون شخصاً تقريباً، ويتم ذلك من خلال توزيع الغرف، كل غرفة لعائلة، مهما كان حجم الغرفة، هذا في حال استضافة أصحاب المنازل لذويهم المهجرين، أما بالنسبة للآجار فالوضع أقل سوءاً. تتحدث المواطنة س.ل: «جئت إلى هنا أنا وابنتي منذ سنتين، استطعت أن أحصل على غرفة فقط، نطبخ حيث ننام، أما بالنسبة للحمام، فقد سمح لنا الجيران بالاستحمام عندهم لمرة واحدة في الأسبوع»!.
أما الشاب ع.ج فيقول لقاسيون: «عددنا عشرة أشخاص، أعطانا عمي غرفة من منزله، وأختي مريضة لذا عندما أعود من العمل أنا وأخي نجلس في الشارع حتى آخر الليل، علّنا نقلل من الضجة والازدحام في الغرفة. وضعنا مزري ولكن جيراننا يسكنون في محلٍ تجاري».
مئات العائلات في نهر عيشة تعيش المعاناة ذاتها، وتتعرض في كل يوم لظروف غير إنسانية! مع العلم أن حي نهر عيشة العشوائي مهدد بالتنظيم منذ وقت بعيد، والآن تقوم المحافظة باستكمال الإجراءات، أي أن التنظيم قد يبدأ في وقتٍ ليس ببعيد.
تقنين الكهرباء..برنامج نوعي!
تقنين الكهرباء في هذا الحي مشكلة أخرى، فهو مبرمج على أسبوعين، في الأول تكون ساعات التقنين ثلاث ساعات، تزداد حيناً وتنقص في أحيان أخرى، وما أن يأتي يوم السبت حتى تبدأ هيستيريا الكهرباء، فتقطع لفترة زمنية قليلة لا تتجاوز النصف ساعة أو خمس دقائق ومن ثم تعود، ويبقى الحال هكذا حتى يأتي يوم السبت القادم. يقول أبو ياسين: «أنا لا أملك ثمن برادٍ، إذا احترق محرك البراد بسبب أذاهم سنضع الطعام في نملية». أما محمود وهو طالب في جامعة دمشق فيشرح هذه الأزمة بالقول: «من الصعب جداً أن أكمل دراستي هكذا، لا أستطيع أن أضع برنامجاً للدراسة، أسبوع كامل والكهرباء تُقطع خمس دقائق ثم تعود وهكذا دواليك، حبذا لو أنهم يقطعونها بالمرة»!.
لا جديد لدى الحي الفقير إلا تراكم أزماته ومخاوفه، فمن أزمة اكتظاظ نتيجة تهجير سابق، إلى احتمال تهجير لاحق، وهذه المرة بقرار حكومي منتظر!