رمضان حلب خطط ودم.. وشائعات.. وقلق
بحلول شهر رمضان المبارك تدخل الأزمة في حلب عامها الرابع، ويستذكر الحلبيون مآسيهم التي مرت خلالها، فبحلول 2012 اجتاحت الفصائل المسلحة آنذاك المدينة، ليعيشوا رعباً لم يألفوه قبلاً، وفي 2013 وقفوا عاجزين بين ناري الحصار وغلاء الأسعار، الذي أفرغ جيوبهم، واضطرهم على تحمل ذل المعابر والمخاطرة أحياناً حد الموت، لإسكات جوع أطفالهم، أما في 2014 أمسكت الفصائل المتشددة المدينة من عروقها، وحبست عنها الماء ، ليأتي رمضان 2015 دامياً فيحار الحلبيون أيه أزمة ستجلب لهم بحلوله.
فرهانات السيطرة على المستوى المحلي والإقليمي، والإستماتة في خرق المدينة استكمالاً لما جرى في إدلب، وإعلان البدء بتنفيذ خطة سميت بـ «فتح حلب» هدفت للسيطرة على المباني الحكومية، ومرافقها، وإحكام الطوق عليها، إضافة لمحاولة فرض حظر جوي ما يخرجها عن نطاق الدولة السورية، ويهيئ الظروف لإنشاء «حكومة مؤقتة».
حالة الإحباط العامة في حلب، كانت بسبب تراكم أزماتها لعدم وجود حلول واقعية على المستوى الخدمي والاقتصادي، إضافة لممارسات المجموعات الإرهابية التي رفعت منسوب العنف، والتي كانت تحدث أضرار مادية وإنسانية جسيمة، آخرها ما جرى يوم الاثنين 15\6\2015 والتي أدت إلى استشهاد 36 مواطناً بينهم 12 طفلاً وإصابة 138 مواطناً، بحسب إحصائية الطبابة الشرعية ومديرية صحة حلب، ليدفعوا ثمن الضياع بين تجاذبات الفكر المتشدد بمقولتي الحسم الإسقاط.
وهو ما عززه الانتشار الكثيف لشائعات اجتياح المدينة، والدخول عليها، ما سبب حالات هلع ونزوح من منطقة إلى أخرى، حتى اضطرت البعض للنزوح خارج المدينة، أو السفر هرباً بما تبقى من حياة، دون وجود تطمينات حقيقية على الأرض لمواجهة الانهيار الداخلي للمدينة، التي عمل البعض على تنفيذها إعلامياً وببث الشائعات الداخلية..