دير الزور.. أربعة أشهر من الحصار و(الاستثمار بالجوع)!

دير الزور.. أربعة أشهر من الحصار و(الاستثمار بالجوع)!

أكثر من أربعة أشهر والقوى التكفيرية الفاشية (داعش) تحاصر أكثر من 400 ألف مواطن منهم حوالي 85 ألف طفل، وتمنع الدخول إلى أحياء الجورة والقصور في دير الزور، وتمنع دخول المواد الغذائية كافةً، وكذلك الأدوية والمحروقات، مما انعكس على المواطنين المحاصرين في مختلف جوانب الحياة.

يضاف إلى ذلك استمرار منع الجهات المسؤولة لخروج المواطنين من المنطقة المحاصرة، أما من يجازف ويخرج تهريباً عليه أن يدفع أولاً 10 آلاف ليرة عنه، ومثلها عن كل فردٍ من أسرته للمهربين والمتعاونين معهم من حواجز الطرفين، مع خطر الموت

المتربص بعملية الهروب! 40

يوم من العتمة  وشهور من استثمار الجوع!
أربعون يوماً مضت والمدينة والريف يعانيان من انقطاع تامٍ للكهرباء، مما أدى إلى ارتفاع أسعار المحروقات من البنزين والمازوت والكاز عدة مرات، لاستخدامها في الإضاءة والطبخ، وذلك بالتعاون بين المسلحين والتجار، حيث يباع لتر الكاز على الضفة الأخرى من نهر الفرات حيث سيطرة المسلحين في قرية الجنينة  بـ 60  ليرة أي البرميل بـ 12 ألف، وما أن يتم نقله إلى الضفة الثانية مسافة 500 متر تقريباً، إلى قرية البغيلية حيث سيطرة الدولة يباع اللتر ما بين 1500 و2000 ليرة أي يصل سعر البرميل حوالي 300 ألف على الأقل، وهكذا الأمر بالنسبة للعديد من المواد، والخضار والمواد الإغاثية التي يصل جزء منها للدير ولكنها لا توزع، بل تباع بأسعار خيالية ومحتكرة من قبل المسؤولين المستثمرين في جوع المحاصرين!.


الأوضاع تهدد الأراضي بالعقم!

الأراضي الزراعية في دير الزور لم تزرع إلا بنسبة 5% بالقمح والشعير في هذا الموسم، أي بما يكفي الفلاح مؤونة بيته وعائلته، والأسباب متنوعة أهمها عدم إيصال وتوفير البذار والسماد والمبيدات، يضاف إلى ذلك خوف المزارعين من سلب المسلحين لهذه المحاصيل!.
واقع الزراعة مع الحصار يدفع إلى دق ناقوس الخطر في المدينة وريفها، من حيث الجوع المحتمل، ومن حيث تهديد الأراضي الزراعية، التي ستزداد نسبة الملوحة فيها، وتخسر من إنتاجيتها، وتصاب بالعقم، إذا ما استمر الحال على هذا المنوال.
يضاف إلى هذا مصير الثروة الحيوانية حيث أن معدلات نفوق قطيع الغنم كبيرة ومتسارعة، لعدم توفر الأعلاف والأدوية البيطرية واللقاحات وعدم توفر المراعي الطبيعية، أي أن منتجات المنطقة الغذائية أيضاً مهددة، ولن يكون سكانها قادرين على تأمين حاجاتهم من الغذاء من إنتاجهم، وتظهر آثار هذا من وصول سعر ربطة الخبز إلى 300 ل.س أحياناً في المحافظة التي كانت تنتج القمح بكميات كبيرة!.
 وأخيراً رغم كل المعاناة التي يعانيها أهالي دير الزور ريفاً ومدينة سواءً من الحصار أو نهب التجار  وممارسات الفاشيين الفجار، ما يزيد الصورة إيلاماً، مستوى التجاهل الإعلامي الرسمي وغير الرسمي، حتى أبناء المحافظة ممن في مجلس الشعب التزموا الصمت الرسمي، ولم يطرح أحد منهم معاناة أبناء المدينة وأهلها!..

آخر تعديل على الأحد, 03 أيار 2015 20:42