من الذاكرة: الغالية قاسيون

تنفيذاً لقرار اللجنة المركزية للحزب بأن تصدر اللجان المنطقية في المحافظات نشراتها المحلية، بعد أن ضاق المجال أمام جريدة الحزب المركزية (نضال الشعب) في تغطية أخبار المحافظات ونشاطات المنظمات الحزبية الآخذة بالاتساع أكثر فأكثر، أصدرت اللجنة المنطقية لمنظمة الحزب الشيوعي السوري في دمشق نشرتها المحلية التي حملت اسم (قاسيون)، وقد صدر العدد الأول في شهر آب 1967، وكنت حينها في عداد عناصر الدفاع المدني، وقد اطلعت على العدد المذكور فوجدت فيه ما حملني على متابعة ما تلاه من الأعداد، وتوطدت أواصر الصلة والصداقة مع هذه النشرة الفتية، وعام 1980 صرت عضواً ممثلاً للحزب في اللجنة المحلية لحي الأيوبية (الدائرة الأولى) أحد أحياء ركن الدين، وكان مقر اللجنة في مدرسة الصاحبة قرب منطقة أبي جرش، وما زلت أحتفظ حتى اليوم ببطاقة عضو لجنة الحي، مذيلة بتوقيع رئيس المكتب التنفيذي -محافظ دمشق- محمـد السيوفي، ومن ذلك الوقت أخذت أرفدها بمطالب سكان سفح قاسيون الخدمية وشكاوى السكان من تقصير البلدية والجهات الرسمية في مجال التعليم والصحة والطرق والصرف الصحي والنظافة والنقل وغيرها من المرافق العامة.

وفي عام 1983 أصبحت عضواً في مجلس محافظة دمشق للإدارة المحلية، وانضممت إلى هيئة تحرير قاسيون، وكلفت بتغطية أخبار مجلس المحافظة وبخاصة عمل ونشاط الرفاق الستة ممثلي الحزب في المجلس، وكذلك صلاتهم الحية بجماهير مدينة دمشق، وكتبت إلى جانب ذلك زاوية (نافذة على دمشق) عرفت القراء من خلالها بأحياء المدينة وأسواقها ومعالمها وأحوال حزام الفقر المحيط بالمدينة وواقع سكان مناطق المخالفات، ثم كتبت زاوية (ماذا تقول يا صاحبي) التي استمرت لعدة أعوام، وبعدها كتبت زاوية (كيف أصبحت شيوعياً) بدءاً من العدد 288 إلى العدد 499، ومنذ أكثر من سنتين أكتب زاويتين هما (من الأرشيف العمالي- من الذاكرة) إضافة إلى لمشاركتي منذ البداية بتصحيح وتدقيق مواد الصحيفة.
واليوم وبعد ثلاثة وثلاثين عاماً في عملي ضمن أسرة التحرير -هاوياً غير محترف ومتطوعاً دون أجرٍ- تحدوني الرغبة بالتفرغ لإنجاز ديوانين شعريين ومذكرات ومؤلفات تراكمت في درج مكتبتي وفي مقدمتها كتاب (كيف أصبحت شيوعياً) على شرف العام الـ90 لتأسيس الحزب الشيوعي السوري.
إن قلبي ووجداني مفعم بإحساس غامر ورائع من الاعتزاز بالغالية (قاسيون) وبكل العاملين فيها من محررين ومراسلين ومصورين ومخرجين وموزعين، راجياً للجميع المزيد من الجهد الصادق والمخلص والعطاء لتبقى (قاسيون) في الصف الأول للصحف الوطنية.

آخر تعديل على الأحد, 29 آذار/مارس 2015 03:25