مرور دمشق.. و(وابل من التبريرات)
في معرض الرد على الأسئلة المطروحة في الإعلام حول واقع الشركات المستثمرة لخطوط النقل الداخلي في محافطة دمشق، امتنعت مديرية النقل العام عن التعليق، بينما تصدى للرد رئيس فرع مرور دمشق، ليضيف إلى السوريين معلومات لم يعلموها سابقاً، ليعلن صراحة بأن «أغلب شركات النقل الداخلي تعمل حالياً رغم فسخ عقودها» دون أن يجد في ذلك مخالفة للقانون تستحق الذكر، ليستطرد في حديثه لإحدى الإذاعات المحلية بأن «3 إلى 4 شركات نقل داخلي خاصة من أصل 6 تعمل اليوم في دمشق رغم فسخ عقودها مع الشركة العامة للنقل الداخلي».
كما أكد للمواطنين بأن فرع مرور دمشق، يحتجز الباصات المخالفة في مرائب شركات النقل الداخلي، ويوقفها عن العمل، في واحدة من (أقوى إجراءات المخالفة) التي يقوم بها مرور دمشق، مؤكداً «احتجاز 20 باصاً حالياً، من شركات نقل داخلي مختلفة وبمخالفات متنوعة»!.
أما أهم تصريحات رئيس فرع المرور، هو استهجانه، للاعتراض على (الحشر البشري) من الواقفين في باصات النقل الداخلي الخاصة، على خطوط النقل داخل دمشق، التي تستغرق ساعات مع الازدحام المروري، والحواجز. لينوه لنا بأنه: «لم يتم استيراد باصات النقل الداخلي أساساً لجلوس الناس فقط، فالمساحة المتاحة في الباص مخصصة لوقوف ركاب أكثر من الجالسين، وهذا الحال – من وجهة نظره- موجود في جميع دول العالم». ليبرر واحدة من أسوأ مظاهر مخالفات الشركات المستثمرة، التي توفر المازوت أو تهربه، بعدم تشغيل باصاتها، وتحشر المواطنين لتحقق أرباحاً عالية.
أما آخر تصريحات رئيس فرع مرور دمشق، فقد كانت تلوم المواطنين بالدرجة الأولى، لأنهم لا يمتلكون الجرأة الكافية، للتقدم بشكاوي مباشرة أو «لتراجعهم عن الشكاوى» عندما تصبح القضية جدية. ولربما تكون تصريحات رئيس فرع مرور دمشق، تقطع آخر آمال المواطنين بجدوى الشكاوي، إذا ما كانت السلطات المختصة بالمخالفات، تتصالح مع عمل شركات بلا عقود، وترى أن إهانتهم محشورين في باصات المستثمرين، هو أمر مقبول، وتلومهم بنهاية الأمر، لتراجعهم عن الشكاوي!..