في دمشق.. الكهرباء 4 ساعات فقط وبعد كل 10 دقائق «تقنين نصف ساعة» »

في دمشق.. الكهرباء 4 ساعات فقط وبعد كل 10 دقائق «تقنين نصف ساعة» »

عانى السوريون منذ بداية الازمة من زيادة ساعات تقنين الكهرباء وعدم انتظامها وعدالتها، إضافة لكثرة الأعطال، وبعد 4 سنوات من الحرب، ورغم كل وعود الحل من قبل وزارة الكهرباء، تفاقمت المشكلة أكثر من السابق، حتى باتت بعض المناطق وسط دمشق لا تنعم بالكهرباء لأيام متتالية، أو لساعتين أو 4 فقط خلال الـ24 ساعة.

«شماعة الاستجرار غير المشروع، وزيادة الضغط على الشبكة لم تعد مقبولة، فالتقصير واضح من قبل وزارة الكهرباء لعدم قيامها بإعادة تأهيل الشبكة بعد 4 سنوات من الازمة» بحسب مشتكين.
المبررات الرسمية التي كانت تطلقها وزارة الكهرباء بشكل دوري حول زيادة التقنين وكثرة الانقطاعات بانها ناجمة عن الاعتداءات ونقصان الغاز والمازوت، لم تعد مقنعة بالنسبة للكثير من المواطنين، حتى أن الوزارة لم تعد تروج لها كما السابق، وعلى هذا، بدأت شكاوى المواطنين تأخذ منحى آخر، متهمين طوارئ الكهرباء بزيادة المشاكل لمحدودية قدرتهم على معالجة الأعطال، أو مساهمة بعضهم بزيادة تعقيد الأمور.


«الطوارئ» غير مفيدة بالحالات الطارئة

وقال بعض المشتكين، بأن عدد عمال الطوارئ قليل جداً مقارنة بالكثافة السكانية لبعض المناطق مثل «وادي المشاريع، وركن الدين وجديدة عرطوز» وغيرها من أماكن، عدا عن عدم تجاوبهم مع الشكاوى وتلبيتها أغلب الأحيان، وعدم توفر الأدوات اللازمة للصيانة، وفساد بعضهم الذين يطلبون مقابلاً مادياً لإصلاح الأعطال.
ومن جهتهم أكد عاملان في طوارئ وادي المشاريع، بان عدد العمال المفروزين للمنطقة والمقدر بـ5 فقط غير كافٍ لتغطية الأعطال كافه، مؤكدين وجود نقص كبير في مواد الإصلاح، ما قد يدفعهم بعض الأحيان للطلب من المواطنين شراء مايلزم.
المواطنون المشتكون أكدوا بأنهم اشتروا كابلات كهربائية لتصليح بعض الأعطال في أحيائهم، والحديث في منطقة «ركن الدين»، حيث أكد بعض السكان بأن الطوارئ لا تملك كابلات كافية لمدها بدلاً من التالف، حينها جمع أكثر من 25 منزلاً مبلغ من كل منزل مبلغ 500 ليرة لشراء الكبل من أحد عمال الطوارئ ذاتهم، وفقاً للشكوى.


«مواطن كهربجي وطوارئ فاسدة»

المواطنون أكدوا، بأن بعض عمال الطوارئ ساهموا مراراً بنقل خطوط إلى «فازات أخرى»، وسرقة خطوط لمواطنين مقابل مبالغ مالية «رشاوٍ»، عدا عن قيامهم في بعض المناطق بوصل كابلات الأبنية بشكل مباشر إلى الخطوط الرئيسية بعد نزع العلب والتجهيزات التي كانت تحمي الخزانات الرئيسية من الفصل في حال طرأ عطل في أحد الأبنية، وساهم هذا التصرف بزيادة الحمولة على خطوط مقابل خطوط أخرى، وأدى بعض الأحيان إلى احتراق الخطوط وانفجار الخزانات.
قطاع الكهرباء، يشهد اليوم مشاكل جديدة لم تكن موجودة، وهي انقطاع التيار بشكل متكرر وفترات الوصل التي لا تتعدى الساعتين كل 4 ساعات، وعلى هذا لم يعد المواطنون قادرين على الاستفادة من ساعات وصل التيار، عدا عن أن الفصل المتكرر «كل 10 دقائق والوصل تقابلها نصف ساعة قطع»، ساهم بتخريب الأدوات الإلكترونية وشكل عبئاً مالياً جديداً عليهم.
ساعات التقنين مازالت عشوائية وغير محددة، وفيها شيء من عدم العدالة، فبحسب الشكاوى، هناك مناطق في باب توما وركن الدين ووادي المشاريع وجديدة عرطوز تشهد تقنيناً لـ18 ساعة وأحياناً عشرون ساعة، وأحياء أخرى من المناطق ذاتها لا تشهد تقنيناً أكثر من 4 ساعات في اليوم الواحد.


تبرير حكومي

بدوره، برر معاون مدير عام شركة كهرباء دمشق المهندس محمد محلا، لاذاعة «ميلودي اف ام» تكرار فصل التيار الكهربائي كل 10 دقائق أو أقل فترة وصل الكهرباء، قائلاً إن ذلك «متعلق بالتوازن بين كميات التوليد  وكميات الاستهلاك، وعندما تزداد كمية الاستهلاك عن كمية التوليد يصبح هناك هبوط بالتردد، والذي يؤدي بدوره إلى فصل التيار بشكل متكرر».
وأشار محلا إلى أن الفصل المتكرر الناجم عن زيادة التحميل، يأتي نتيجة فترة التقنين الطويلة، وبالتالي يصبح هناك ذروة وهمية، لأن كل الناس بدفعة واحدة ستقوم بتشغيل أجهزتها، مؤكداً أنه «في هذه الحالة يصبح هناك زيادة حمولات على مراكز التحويل و الكبلات، ممايؤدي إلى انقطاع في التيار،  ولاحظنا ازدياد هذه الحالة خلال العام الحالي أكثر من السنة السابقة، بسبب سوء الأحوال الجوية والمنخفضات».


الوضع جيد جداً من المنظور الرسمي!

وقال محلا إن «الوضع جيد جداً اليوم قياساً مع الشهر الماضي»، علماً أن الوضع يزداد سوءاً يوماً بعد يوم وفقاً لشكاوى المواطنين، الذين أكدوا أن وضع التيار الكهربائي اليوم «هو على أسوأ حال منذ بداية الأزمة».
وادعى محلا، أن «وتيرة الشكاوى انخفضت)..!
وعن الوضع في منطقة ركن الدين، قال محلا، أنه «يوجد فيها 3 محولات، وتم استبدال محولة استطاعتها 20 ميغا واط إلى 30 ميغا واط، وذلك بسبب الاستهلاك الكبير في المنطقة»، مضيفاً أن «المشكلة لا تحل جذرياً، ويوجد حالياً مشروع استبدال كابلات التوتر المتوسطة في المنطقة».


أين المواد المستوردة؟

وحول شكاوى المواطنين عن عدم استفادة وزارة الكهرباء مما أعلنت عنه مراراً من استيراد محولات ومحطات توليد، قال معاون المدير إن «المواد التي تم استيرادها تحتاج إلى سنة من أجل الاستفادة الملموسة منها، واستثمارها بشكل كامل».


الفرق بعد 9 أشهر! ونقلة نوعية خلال أسبوعين

ولفت إلى أن «خلال الفترة مابين 6 أشهر إلى 9 أشهر، سيتم تحسين الوضع بشكل أفضل، وذلك بعد أن انقضت فترة الذروة الشتوية». وزعم محلا أنه «في وزارة الكهرباء قمنا بعمل من أجل تحسن وضع التقنين وقد يستمر العمل بدءاً من الأيام القليلة القادمة وحتى العام المقبل، وهذا الجهد في الواقع هو عمل من أجل تحسين وضع الكهرباء لـ 10 سنوات قادمة»، واعداً بأن «الظرف الذي واجهناه هذه السنة لا يمكن أن يتكرر في السنوات القادمة»، مضيفا أنه «خلال الأسبوعين القادمين سيكون هناك نقلة نوعية في الكهرباء».
ونفى محلا أيضاً، ما أكده بعض عمال الطوارئ من نقص بمواد الصيانة والكابلات، قائلاً: «كل الأدوات موجودة و متوفرة ولا يوجد نقص في الأكبال، وخلال شهر شباط الحالي وحده قمنا بمدّ أكثر من 60 كم من الكبلات».


5 لكل منطقة..!

وفيما يخص الشكاوى المقدمة حول قلة عدد عمال الطوارئ في بعض المناطق، والذي لا يتناسب وحجم الأضرار الحاصلة في المنطقة ما ينعكس سلباً على إنجاز الأعمال الطارئة، قال محلا إن «عدد عمال الطوارئ كافٍ بالحالة الطبيعية، ولكن في فصل الشتاء الحالي كنا بحاجة لعدد أكبر، وبدورنا استقدمنا بعض العمال»، بينما أكد المواطنون أنهم لم يلمسوا أي تحسن في هذا المجال، وأن عدد العمال لايتجاوز الـ5 لكل منطقة، في حين أكد عمال طوارئ بأنه فعلاً هناك نقص حاد في أعدادهم.
وقال أحد عمال الطوارئ لقاسيون «منذ شهر لم أر عائلتي، وأنا أعمل 24 ساعة، فنحن في حالة جاهزية كاملة»، مضيفاً هناك نقص بالمواد والكوادر والسائقين، ونحن غير قادرين على الإحاطة بكل الأعطال اليومية والكثيرة.


وجهة نظر اخرى؟

تتقاذف الجهات صاحبة العلاقة الاتهامات عن جوانب من أزمة هذا القطاع، ويبقى جذر المشكلة وإمكانية الحل الحقيقي في مكان آخر، فأزمة قطاع الكهرباء انعكاس لوضع عام في البلاد، وضع لم يفاقم الأزمات فقط، بل أصبح كارثياً وفرصة للفاسدين للإمعان في فسادهم، مما يزيد في تعقيد الازمات، وعليه فان الوضع يتطلب البحث عن حلول جذرية تكون مفتاحاً لأية أية أزمة في هذا القطاع او ذاك.

آخر تعديل على الأحد, 01 آذار/مارس 2015 18:08