معلمون بحاجةٍ لحلول استثنائية في الظروف الاستثنائية..!
قطاع التربية كما القطاعات الأخرى للدولة، تراجع كثيراً بسبب السياسات الليبراليّة، وتعرض لأضرارٍ كبيرة خلال الأزمة.. والمعلمون كأحد جناحيّ العملية التربويّة الأساسيين باتوا عرضةً لكل من هبّ ودبّ، وخاصةً الذين في مناطق التوتر أو المهجرين منهم..!
الظروف الاستثنائيّة التي تمر فيها البلاد بحاجة إلى إجراءات وحلول استثنائية..إلاّ أن التعامل مع العاملين في الدولة والمواطنين وحاجاتهم وظروفهم عموماً والمعلمين خصوصاً، لم يرتق إلى مستوى معاناتهم..رغم بعض التسهيلات والإجراءات التي قامت بها وزارة التربية ومديرياتها..!؟
رواتب معلميّ الرقة في حماة؟
بعد اجتياح «داعش» لمحافظة الرقة في الشهر الثاني من عام 2013 جرى نقل رواتب العاملين في الدولة ومنهم المعلمين إلى محافظة دير الزور؛ وبعد سيطرة الإرهابيين على الطرقات المؤديّة إليها جرى نقلها مرةً ثانيّة إلى محافظة حماة، ومؤخراً منعت «داعش» السفر من محافظة الرقة وخاصةً النساء، وبالتاليّ لم يعد بمقدور المعلمات والمعلمين، الذهاب إلى مدينة حماة لقبض رواتبهم ناهيك عن معاناة الانتقال وتكاليفه السابقة، وقد قام بعض أولياء وأقرباء المعلمين والمعلمات من إخوة وآباء وأزواج بمراجعة المحاسبين في تربية حماة؛ وهم يحملون إثباتات من هويّة ودفتر عائلة لقبض رواتبهم إلاّ أنّ المحاسبين رفضوا ذلك إلاّ لصاحب العلاقة بالذات..؟
الحصول على الوثائق!
المعلمون المهجرون من المناطق المتوترة وخاصةً محافظتيّ دير الزور والرقة، والذين وضعوا أنفسهم تحت تصرف مديريّات التربيّة والوزارة وحدد لهم مكان عمل، يعانون من صعوبة أو استحالة الحصول على وثائقهم وأضابيرهم للحصول على حقوقهم، كون هذه الوثائق والأضابير في مناطقهم تحت سيطرة المسلحين، ومع ذلك تصر المديريّات على مطالبتهم بها.. وعلى سبيل المثال من يريد أن يحصل على تخفيض نِصاب كون خدمته تجاوزت 20 عاماً عليه أن يحضر بيان وضع وبطاقة خدمته الذاتيّة، رغم وجود قرار التعيين وشهادته التي تثبت قِدمه الوظيفيّ، ولدى مراجعة الشؤون الإداريّة في الوزارة تبين أن ما لديهم من بيانات لا يتجاوز عام 2002 فقط، فعلى من تقع المسؤوليّة في هذه الحالة؟!.
شهران للموافقة الأمنيّة؟
منع في الفترة الأخيرة قبول استقالة المعلمين إلاّ بموافقة الوزير، وحتى هذه مشروطة في الحصول على موافقة أمنيّة، والتي تستغرق حواليّ شهرين أو أكثر..
فما مبرر ذلك طالما يقدم المعلم وثيقة تثبت وجوده على رأس عمله مع ما يثبت أسباب استقالته؟
وأمام هذه المعاناة الكبيرة للمعلمين يغيب دور نقابة المعلمين غياباً تاماً في مساعدة الزملاء والدفاع عن حقوقهم التي يكفلها القانون والدستور.. لذا نتوجه إلى وزير التربية والمكتب التنفيذيّ لنقابة المعلمين للعمل على تسهيل الإجراءات الرسمية بحلول استثنائية تتناسب مع الظروف الاستثنائية التي تمر فيها البلاد للحفاظ على ما تبقى من كرامة المعلم وحقوقه!!.