تحذير
  • JUser: :_load: غير قادر على استدعاء المستخدم برقم التعريف: 177
فلاحو القنيطرة..  الزراعة في خبر كان..؟

فلاحو القنيطرة.. الزراعة في خبر كان..؟

تبشر الثلوج والأمطار التي تساقطت مؤخرا على الأراضي السورية بموسم زراعي جيد. بعد أن عانت المنطقة من مواسم جفاف متلاحقة، أثرت بشكل سلبي على المواسم الزراعية. وخاصة في المناطق التي تعتمد على الأمطار في زراعتها..

محافظة القنيطرة من الأراضي السورية التي تعتمد بشكل رئيسي على الأمطار في ري محاصيلها الزراعية.
لم تكن السنوات الثلاث الأخيرة جيدة على فلاحي القنيطرة حيث عانوا من عوامل عديدة اجتمعت معا ليخرجوا بخسائر مادية كبيرة.
أرضي ليست لي..!
عانى عدد كبير من فلاحي المحافظة من صعوبة الوصول إلى أراضيهم التي تقع تحت سيطرة المجموعات المسلحة، مما أدى إلى تلف المحاصيل وخسائر كبيرة مادية لحقت بالفلاحين .
أبو سعيد.ع . فلاح من سكان القطاع الشمالي لمحافظة القنيطرة.يقول: منذ سنتين لم أتمكن من الوصول إلى أرضي والاعتناء بها، وأملك سبعين دونم أرض مزروعة بأشجار التين والزيتون، مما أدى إلى  نمو الأعشاب الضارة بكثافة نتيجة عدم حراثة الأرض بالشكل اللازم، أو معالجة وإزالة تلك الأعشاب. وأواخر شهر تشرين الثاني المنصرم وصلني خبر احتراق أرضي. حيث أصبح العشب الكثيف جافاً، ونتيجة ارتفاع درجة الحرارة احترق العشب وكذلك الأشجار وبقيت النار يوماً كاملاً وهي تلتهمها. دون أن أتمكن من إطفائها لأن الأرض تقع تحت سيطرة المجموعات المسلحة، ولا يوجد هناك من يقوم بإطفاء حريق بحجم كبير. وبذلك أكون قد خسرت تعب أكثر من ثلاثين عاما كنت أعتني خلالها بأرضي التي كانت تنتج أفضل أنواع الزيتون والتين في المنطقة.
يقول الفلاحون المهجرون عن أراضيهم: نحن بحاجة إلى التوصل إلى اتفاقات أو هدن من أجل العودة إلى أراضينا التي هي مصدر رزقنا الوحيد. أبو وحيد من فلاحي القطاع الشمالي يقول: قبل عامين توصل الطرفان المتقاتلان إلى وقف إطلاق نار كانت مدته عشرين يوماً، تمكن خلالها الأهالي من العودة إلى أراضيهم وجني موسم الزيتون الخاص بهم، وبالتالي ضمان سنة يستطيع الفلاح فيها تأمين جزء كبير من احتياجات عائلته من طعام ولباس وتدفئة.لكن هذه التجربة لم تتكرر بعد ذلك بسبب الشروط التعجزية للمتقاتلين وبالتالي خسرنا أراضينا ومواسمنا الزراعية التي نعتمد عليها.!
اختفاء اليد العاملة
وارتفاع أجورها..
كان اعتماد فلاحي القنيطرة على أيد عاملة تأتي إلى المنطقة في مواسم حصاد القمح والحبوب، وكذلك في مواسم قطاف الزيتون والعنب. وكانت هذه اليد العاملة تفد إلى القنيطرة من المحافظات المجاورة، وأجرة العامل منخفضة حيث كانت لا تزيد عن مائة ليرة سورية في اليوم الكامل.
لكن بعد اندلاع الأحداث الأمنية في المحافظةـ نزح عدد كبير من أهالي المحافظة عنها، كما تراجع بشكل كبير عدد العمال الموسميين، مما أدّى إلى حصول نقص كبير في اليد العاملة وبات العامل الواحد يتقاضى ما يزيد عن السبعين ليرة في الساعة الواحدة.
محمد.س. يقول: أملك قرابة العشرين دونم من الأرض المزروعة بشجرة العنب، لم أتكمن من بيع سوى أقل من ربع الإنتاج هذا العام. وذلك بسبب عدم توفر اليد العاملة التي تساعدنا في العادة في قطف الموسم. حيث قمت مع أولادي بقطف جزء من المحصول وبقي الباقي على أمه دون قطاف. وهذا الأمر أدى إلى خسارتنا أكثر من أربع مئة ألف ليرة سورية ثمن المحصول. إضافة إلى خسارة التكاليف من ثمن سماد وأجار حراثة وري للعنب.
مروان.ج يملك مائتي دونم أرض كان يزرعها مع أشقائه كل عام بالقمح والشعير وكان يجلب آلات خاصة وعمال للحصاد. يقول: لا توجد لدينا نية هذا العام بزراعة أكثر من خمسين دونم من الأراضي وذلك بسبب عدم وجود عمال يقومون بحصاد الأراضي. حيث زرعنا العام الماضي قرابة المائة وخمسين دونم بالقمح والشعير، وبسبب عدم توفر عمال للحصاد قمنا بحصاد نصف الحبوب، والباقي قمنا بإطلاق الأغنام عليه بعد أن تأخرنا في جنيه. مما أدى إلى خسارتنا مبالغ كبيرة. ويتابع مروان يبدو أن الظروف العامة لن تكون هذا العام أفضل من العام الماضي.
وكانت مديرية زراعة القنيطرة  قد قدرت إنتاج المحافظة من محصول العنب لموسم 2014بنحو 2435 طنا بزيادة مقدارها 400 طن عن العام الماضي.
وأوضح مدير الزراعة المهندس ناجي طقطق في تصريح لمراسل سانا أن مساحة الأراضي المزروعة بثمار العنب البعل تبلغ 3344 دونما، وعدد الأشجار نحو 248 ألف شجرة منها نحو 113 ألف شجرة مثمرة، في حين تبلغ المساحة المزروعة بثمار العنب المروي نحو 1455 دونما، وعدد الأشجار نحو 90 ألف شجرة منها 43 ألف شجرة مثمرة.
وأشار طقطق إلى أن زراعة الكرمة تنتشر في القطاع الشمالي من المحافظة وخاصة في قرى حضر وطرنجة وجباتا الخشب ومزارع تجمع الأمل وخان أرنبة، بسبب ملائمة الظروف المناخية وطبيعة التربة لهذه الزراعة.
تفاحنا للدواب..!
أبو جميل يزرع التفاح ويقطفه ويبيعه مع أهالي منطقته منذ أربعين عام. يقول: لم نتمكن هذا العام من الحصول على السماد اللازم لشجرة التفاح، بسبب ارتفاع أسعاره وتحكم التجار به. وكذلك الأمر مع المبيدات الحشرية التي نحتاجها، حيث غزت الحشرات أشجار التفاح، مما أدى إلى أصابتها بعدد من الأمراض. ويتابع أبو جميل حتى الوحدات الزراعية الإرشادية لم تقم بتقديم السماد والمبيدات الحشرية التي كانت تمدنا بها كل عام.وعندما راجعنا الوحدة أخبرونا أنه لم يصل إليهم أي من تلك المنتجات. ويضيف أبو جميل كنا فيما سبق نبيع كيلو التفاح الجبلي الواحد بـ 75 ليرة سورية في أرضه، ولكن بسبب عدم توفر المستلزمات اللازمة لإنتاج تفاح جيد، حصلنا على ثمار تفاح صغيرة الحجم ومصابة بعدد من الأمراض، فصرنا نبيع الخمسة كيلو تفاح بمائة ليرة في أرضه. وعندما لم يقم التجار بشراء الموسم، قمنا بإطعامه للأبقار والماعز والدواب . وبذلك تكون خسارتنا كبيرة جداً هذا العام.
سوق الهال في محافظة دمشق هو المنفذ التجاري الوحيد لمواسم محافظة القنيطرة. ولكن بسبب خطورة الطريق الواصل بينهما (أوتستراد السلام) بسبب الاستهدافات الكثيرة للمجموعات المسلحة للعابرين لهذا الطريق، أدى إلى إحجام التجار الدمشقيين عن شراء الفواكه والحبوب والخضراوات من أبناء محافظة القنيطرة، مما دفع الفلاحين إلى بيع منتجاتهم بأبخس الأسعار أو إطعامها للمواشي.فالسوق الداخلية للمحافظة لا تستوعب الإنتاج الكبير للأراضي وخاصة أن معظم الفلاحين يزرعون مواسم إنتاجية متشابهة.
ولكن البعض من الفلاحين توصل إلى طريقة المقايضة من أجل تصريف منتاجاتهم والحصول على احتياجاتهم بعيدا عن البدل النقدي .
تملك أم رامز مائتي رأس من المواشي. تقول: أحتاج إلى التبن من أجل إطعام المواشي التي لدي في فصل الشتاء، وفي ظل عدم وجود سوق لتصريف منتجاتنا من حليب ولبن وصوف، اتفقت مع عدد من الفلاحين في المنطقة أن يعطوني التبن والحبوب مقابل كميات أوردها لهم من اللبن والحليب. دون اللجوء إلى استخدام النقود التي نحتفظ بها من أجل تأمين حاجات أخرى كالوقود والملابس.
تفاح القنيطرة بالأرقام..
ذكرت مديرية الزراعة في القنيطرة: أن المساحات المزروعة بأشجار التفاح  تقدر بعلاً بنحو 7024 دونماً وعدد الأشجار نحو 245 ألف شجرة، منها نحو 99 ألف شجرة مثمرة، أما المساحة المروية فتبلغ نحو 2127 دونماً، وعدد الأشجار نحو 68 ألف شجرة منها 52 ألف شجرة مثمرة .
يعد القطاع الشمالي في محافظة القنيطرة، المكان الرئيسي لزراعة التفاح وتتركز زراعته في قرى حضر وطرنجة وجباتا الخشب وأوفانيا ومزارع الأمل وخان أرنبة من حيث المساحة والإنتاج لأشجار السقي والبعل.
وقدرت المديرية إنتاج التفاح لهذا الموسم بنحو 2513طناً بينما إنتاج الموسم الماضي من التفاح بلغ نحو 3031 طناً.
ويعد تفاح كولدن والستاركن من أكثر الأنواع زراعة في المحافظة، ويأتي بعد ذلك تفاح دبل رد والموشح ويعتمد أغلب المزارعين  في القطاع الشمالي من المحافظة على زراعة أشجار التفاح بعلاً، نظراً للظروف الجوية المناسبة لهذه الزراعة، حيث برودة الطقس ووفرة المياه والبعض الآخر سقاية.
وذكر المهندس ناجي طقطق مدير الزراعة في القنيطرة: أن المساحات المزروعة بأشجار التفاح في المحافظة بعلاً بلغت نحو7024 دونماً، وعدد الأشجار نحو 245 ألف شجرة، منها نحو 99 ألف شجرة مثمرة. أما المساحة المزروعة سقياً فتبلغ نحو 2127 دونماً، وعدد الأشجار نحو 68 ألف شجرة منها 52 ألف شجرة مثمرة.
وأشار المهندس طقطق إلى أن الإنتاج المتوقع لشجرة التفاح المروي هذا العام نحو 1035 طناً بينما إنتاج التفاح المتوقع بعلاً نحو 1478 طناً.
فيما صرح المهندس محمد داود رئيس دائرة وقاية النبات في المديرية: بأن أهم الآفات التي تصيب شجرة التفاح وثمارها هي فراشة ثمار التفاح، وذبابة الفاكهة، وجرب التفاح والبياض الدقيقي، والمن القطني. والتي تسبب ضعفاً في نمو الأشجار وقلة في إنتاجها وبالتالي تدني نوعية الثمار.
وأضاف داود: تقوم دائرة وقاية النبات بمكافحة الآفات بعدة طرق وذلك بنشر المصائد الفرمونية لمراقبة انتشار الفراشات وتحديد الموعد الأمثل للمكافحة بالتعاون مع الوحدات الإرشادية واتحاد فلاحي القنيطرة وكذلك مراقبة مرض جرب التفاح باستخدام جهاز التنبؤ بالآفات الزراعية وإعلام الإخوة الفلاحين للرش الفوري في الموعد الأمثل للمكافحة.
لم يتم تعويض الفلاح الجولاني عن خسائره الناتجة عن الاعتداءات الإرهابية أو حتى عن سوء الظروف الجوية كما هي الحال مع فلاحي المحافظات السورية الأخرى. ليجد الفلاح نفسه وحيداً أمام الظروف المعيشية القاسية.