عودة الاتصالات الثابتة.. هل ستستمر؟
تمثل عودة الاتصالات الثابتة، القطرية والدولية، التي بدأت تعمل مجدداً في محافظة الحسكة، الخميس الماضي، بعد انقطاع لأشهر طويلة، بارقة أمل كبيرة لإنهاء جانب كبير من معاناة سكان المحافظة والنازحين إليها، بما تعنيه من عودة شبكة الإنترنت للعمل في الدوائر الحكومية باختلاف اختصاصاتها.
وأصبح مصطلح «مافي شبكة» واحداً من أشهر الجمل التي يسمعها السكان لدى مراجعتهم لمعظم الدوائر الرسمية التي اعتمدت على الإنترنت بشكل أساسي في تسيير أعمالها والربط مع الوزارات والمديريات في دمشق وباقي المحافظات، وتسبب هذا الواقع في تأجيل إنجاز معاملات أبناء المحافظة والنازحين إليها لأشهر طويلة.
مكاتب خاصّة..!
ولجأ كثير من سكان المحافظة، طوال أشهر انقطاع الاتصالات وشبكة الإنترنت، إلى الاستعانة بمكاتب خاصة غزت مدن المحافظة، لإنجاز معاملاتهم من دمشق أو من أي محافظة تتوفر فيها شبكة إنترنت، كمعاملات المصارف وتسديد الفواتير وغيرها الكثير من المستندات والأوراق الضرورية، رغم المبالغ العالية التي يتكلفها الأهالي.
تفاؤل وأمل..!
وأبدى عدد من سكان المحافظة، خلال حديثهم لقاسيون، تفاؤلاً بعودة الاتصالات القطرية والدولية للمحافظة، على أمل أن تساهم في تخفيف معاناتهم مع مؤسسات الحكومة، رغم الإشارة المريرة لباقي الخدمات الضرورية كالكهرباء والمياه والغاز والخبز وغيرها التي إن توفرت فلها أسعارها الجنونية.
ومن المؤمل أن تقوم الشركة السورية للاتصالات خلال الأيام القليلة القادمة، بتفعيل خدمة الإنترنت وشبكة الربط مع المحافظات لكافة مؤسسات ودوائر الحكومة التي يرتبط عملها بالشبكة، وعلى رأسها المصارف العامة والخاصة، وهي المرحلة الأسهل بعد أن تم تأمين الاتصال.
عودة دوائر الدّولة للعمل
وسيكون من السهل بعد تفعيل خدمة الشبكة، الحصول على وثيقة «لاحكم عليه» التي تتصدر قائمة احتياجات السكان مع كثيرة الجهات التي تطلبها، إضافة لتسديد رسوم جوازات السفر في المصرف التجاري وفروعه بالمحافظة، خاصة مع الإقبال الكبير على استخراج جواز السفر الذي أفرزته الأزمة السورية.
وستساعد الشبكة أيضاً كثيراً من مؤسسات الحكومة على تجاوز مشكلة البريد اليدوي مع دمشق وباقي المحافظات الذي يستغرق وقتاً طويلاً في ظل الظروف الحالية، ويتسبب تأخيره في تناقض وتضارب بعمل تلك المؤسسات، التي كانت تعتمد سابقاً على الشبكة في الحصول على البريد إلكترونياً ريثما يصل البريد الورقي مهما تأخر.
وتشكل عودة العمل إلى سابق عهده في دائرة الأحوال المدنية بعد عودة الشبكة، انجازاً كبيراً لوحده بنظر سكان المحافظة والنازحين إليها، حيث يبحث الكثير عن ثبوتياتهم التي ضاعت خلال تنقلهم ونزوحهم من مكان لآخر تحت وطأة المعارك التي عاشتها المحافظة.
وتحمل عودة شبكة الإنترنت إلى محافظة الحسكة، جانباً خاصاً بها، يتمثل في توفير الكثير من التكاليف على سكان المدن الحدودية مع تركيا، كالقامشلي، بعد اعتمادهم على شبكة الإنترنت التركية التي تغطي تردداتها تلك المدن رغم التكاليف الباهظة التي يدفعونها.
وعود الاتصالات
وقالت الشركة السورية للاتصالات، في أحدث تصريحاتها، إن شبكة الخليوي ستعود للعمل أيضاً خلال أيام قليلة، حيث توضع اللمسات الأخيرة عليها، مايعني تأمين اتصال شبكي احتياطي آخر، تلجأ له المؤسسات الحكومية عند الضرورة.