الفتوّة حصان الدّوري كلما كبا ينهض..!
بسام جميدة بسام جميدة

الفتوّة حصان الدّوري كلما كبا ينهض..!

الفتوة مِثالٌ حيّ على واقع الأندية السورية، وظروف مشاركتها بالدوري الكروي فكيف استطاع البقاء.. وكيف سيشارك في دوري الأضواء..؟ 

ليست المرة الأولى التي يتهدد فيها فريق الفتوة بالهبوط للدرجة الثانية، فقد هبط وصعد أكثر من مرة، وبات من أكثر فرق الدوري تأرجحاً بمستواه وصعوده ونزوله، خصوصا بعد زمن البطولات والانتصارات التي عاشها لسنوات كان فيها الحصان الأسود في الدوري والكأس, ونال بطولة الدوري مرتين وكأس الجمهورية أربع مرات.
وحتى لا أظلم فريق الفتوة كثيراً في هذا الموضع، وأكون كمن يجلد نفسه. أؤكد على أن وجع الفتوة، ليس سوى وجع جميع الأندية السورية، التي تعاني ما تعانيه من الفقر المدقع، والإهمال وسوء الإدارات، والتسلط وغياب المنهجية في العمل والاحتراف المنقوص،الذي يؤدي إلى تداعيات لا حصر لها من الفوضى في العمل.
لماذا الفتوة..؟
رب قائل: لماذا الفتوة بالذات، مادامت كل الأندية في الهم سواء..؟
أقول هنا لأنه من أكثرها ألقابا، وأكثرها وجعاً، وأقلها استثماراً في منشآته التي طال عليها الزمن ولم تنته بعد، وهو ربما النادي الوحيد الذي لا يملك منشأة  كغيره وحتى قبل الأزمة، كانوا يجتمعون في مقر عبارة عن غرفتين متواضعتين أكل عليها الدهر وشرب..!!
كما يعتبر الفتوة من أكثر الأندية السورية تفريخا للمواهب الكروية، وقدم للمنتخبات السورية بكافة فئاتها، لاعبين بمستوى متميز جداً، كان لهم حضورهم وبصماتهم..ومنهم من حلّق في الملاعب العربية نجما يشار إليه بالبنان.
وليس هذا فقط.. فهناك أبطال كثر في باقي الألعاب، ولو أردنا تعدادهم لاحتجنا لمساحات واسعة من الصحيفة.
هل نتعظ من الماضي..؟
كما أسلفت، فريق الفتوة الكروي واجهة من واجهات الكرة السورية، عانى ما عانى وفي الأمس القريب فقط، نجا من الهبوط للدرجة الثانية، وعاد مع فريق الاتحاد عبر بوابة الدورة السداسية، وفرح الجميع بعودته خصوصا وأن اللاعبين والإدارة قاسوا الكثير، حتى استطاعوا المشاركة، ضمن ظروف أقل ما يقال عنها صعبة جدا جداً ولولا مساعدة الاتحاد الرياضي، بتأمين الإقامة والإطعام ومساعدة بعض الميسورين، لما شارك ولهبط للدرجة الثانية.
لكن هل هذا يكفي للاستفادة من الماضي، من أجل الانطلاقة بشكل أفضل، ولو بالحد الأدنى من المقومات المطلوبة..؟ وماذا يمكن أن يعمل من أجل النهوض من كبواته الكثيرة المادية والنفسية والتدريبية وغيرها..؟ ومن يستطيع القيام بهذه المهمة الصعبة، لينتشل الفريق بطريقة صحيحة وجادة بعيدا عن المصالح والمنافع الشخصية..؟
التحضير ضروري
الموسم الكروي من المفترض أن يبدأ بعد أيام قليلة، ويجب مواصلة الفريق استعداده بشكل جدي أكثر، هنا في العاصمة، وتوفير كل ما هو بحاجته وتأمين مباريات تحضيرية له لزيادة الخبرة لدى بعض اللاعبين، والفريق يحتاج لمزيد من التطعيم بالنجوم واستقطابهم من جديد، ومن يملك الإمكانيات لتأمين لاعبين جدد (إن كانت فترة الانتقالات تسمح بذلك) وعليه ألاّ يوفر جهده وإمكانياته، وموضوع الاستغناء عن الكادر التدريبي، الذي يحاول البعض تسويقه اليوم، غير مبرر إطلاقا خصوصاً وأن الفريق قدّم ما عنده بظروف صعبة، وباتت له هوية، يمكن أن تتبلور بمزيدٍ من العمل، ولكن هذا لا يمنع من تدعيمه بخبرة لها القول الفصل في الميدان.
الفريق يحتاج لتكاتف الجميع ومحبتهم، وكل شخص بمكانه قادر على أن يعمل وليس من المعقول ألاّ يوجد لديه سوى طقم قمصان واحد، وغير لائق بفريق مثل الفتوة، فيما كان منافسوه يلبسون بيجامات، ولديهم كرات، وتوفرت لهم أفضل الرعاية والدعم، وبعضهم أحضر معه حتى وفداً إعلامياً ..!
أصحاب الانجاز
مدير الفريق الكابتن جمال نويجي، والمدربان: وليد عواد وإسماعيل السهو، والمعالج   عدنان الشامي، والإداري أحمد العواد ومسؤولا التجهيزات: عبد الإله عنبز وعبد الجبار (أبو أحمد)
حرّاس المرمى : فاتح العمر- شاكر الرزج- باسم ثلاج
اللاعبون: هاني النوارة ومحمد هزاع وشمس الدخيل وعبد الكريم الفتيح وعمار مستت وصبحي سليمان وعبدالله الياس وأنس خليفة وأحمد شنتاف وورد دليمي وسليمان سليمان وعلي علاوي وابراهيم دخول وعلي رمضان العنبز ومحمد خير عبادي وعلي بعاج ومحمد حيزة وأمير النجم .
وهنا لابد من الإشادة بكل من ساهم بالوقوف مع الفريق، وأخص بالذكر الأستاذ فواز الصالح لتقديمه مبلغاً من المال للفريق (200 ألف ليرة سورية) والشكر لمدرب فريق الوحدة ضرار رداوي، الذي شارك برأيه الفني، والشكر موصول للزميل النشيط صخر جمعة، الذي لم يهدأ طوال مباريات الفريق حتى صعد.
كلمة أخيرة
محبو الفتوة كُثر، وأمامهم امتحان محبة للفريق، وعليهم المبادرة منذ الآن، للإعلان عن دعمهم سرّاً أو علانية فالفريق يحتاج لكل شيء...
والشيء الثاني الذي أود قوله: الموضوع هنا لا يخصّ الفتوة وحده، بل واقع يلخص معاناة جميع الأندية السورية، التي تحتاج للرعاية، وقد أوردت الفتوة كمثال وعينة لأنه يعيش ظروفا صعبة أكثر من غيره، وأتمنى من القائمين على الرياضة تحمل مسؤولياتهم الكاملة ليبقى الحراك الرياضي قائما في ظل هذه الظروف العصيبة على الجميع.