قذائف في القامشلي!
شهدت مدينة القامشلي في أقصى الشمال الشرقي خلال الأسبوع الماضي تصعيداً وتوتراً أمنياً بين المواطنين المدنيين الآمنين، حيث تساقطت العديد من القذائف التي راح ضحيتها العديد من المواطنين بين قتيل وجريح، وبعد سلسلة من المعارك في ريفها الجنوبي، وحدوث مجزرة ذهب ضحيتها عشرات المواطنين الأبرياء بينهم اطفال ونساء.
لاشك أن التصدي لمحاولة المجموعات المسلحة بالسيطرة على المنطقة حق وواجب، منعاً لتمددها كما حدث في العديد من مناطق البلاد، حيث ترافق ذلك بارتكاب العديد من الأعمال الإرهابية، التي تركت صدمة عميقة بين أبناء الشعب السوري، ولكن في الوقت نفسه من الضروري عدم إقحام المواطنين الآمنين في هذه الصراعات، لاسيما وإن ذلك يجري في منطقة حدودية وتتميز بالتنوع الديني والعرقي حيث تحمل مخاطر اضافية، وتخلق البيئة المناسبة لإثارة الفتن والصراعات العبثية التي تضر بكل أبناء المنطقة وتضر بالسلم الأهلي والمصير المشترك.
لاشك أن سياسات الاقصاء والتهميش والإفقار في محافظة الحسكة على مدى عقود، كونت حالة احتقان مزمنة، ولاشك أيضاً أن الضخ الإعلامي الذي يروج لمشاريع الفتن والتفتيت والعبث بالسلم الأهلي من حيث يدري أو لايدري من يسوقه، أثر بهذا المستوى أو ذاك على بعض الأوساط من هنا وهناك، ولكن تزداد القناعة يوماً بعد يوم لدى عموم أبناء المنطقة بغض النظر عن انتماءاتهم على رفض الدخول في دوامة الفتن، التي لايستفيد منها أحد، لابل أن الجميع سيكون متضرراً منها.
إن جميع أبناء منطقة القامشلي وجميع الفعاليات السياسية والاجتماعية مدعووة الى العمل على وأد كل محاولات الفتنة، كما كانوا دائماً، حيث تؤكد وقائع التاريخ، و تطورات الأزمة السورية على المساهمة الجدية لأغلبية أبناء المحافظة في ذلك بغض النظرعن انتماءاتهم القومية والدينية في الحفاظ على تماسك النسيج الاجتماعي.