الأمطار تكشف «الفساد» والإهمال للأحياء الفقيرة
أظهرت الهطولات المطرية مؤخراً في دمشق الوضع المتردي للبنية التحتية الخدمية وبالتالي مستوى اهمال الجهات الرسمية لهذا الجانب وتأثير ذلك على حياة المواطنين.
ركن الدين يغرق في الأمطار
شهدت دمشق يوم الخميس صباحاً (8/5/2014) أمطاراً غزيرة جادت بها السماء لتعوض النقص الشديد في المخزون المائي في هذا العام، واستبشر بها المواطنون خيراً رغم معاناتهم التي نتجت عنها.
ففي حي ركن الدين وغالبية من يقطنونه من هم تحت خط الفقر، مع من جاءه من المهجرين من المناطق المتوترة، في ريف دمشق والمحافظات الأخرى القريبة والبعيدة، اندفعت السيول الناجمة عن الأمطار- والتي استمرت حوالي ساعتين- عبر الحارات والشوارع، جارفةً معها الأتربة والأحجار والحصى والنفايات وحتى بعض الصخور، كما اقتلعت الإسفلت بسبب وجود الحفر السابقة مما أغلق مداخل الشوارع الصاعدة إلى الجبل ولم تعد السيارات قادرة على المرور فيها وتحول الحفر الصغيرة إلى حفرٍ كبيرة.
ترقيعات.. لا أكثر!
وما حدث كشف سوء التنفيذ سواء بنوعية الإسفلت وتماسكه، أم بطريقة التنفيذ غير الفنية والتي من الطبيعي أن تكون بشكل محدب بحيث تسمح بانسياب مياه الأمطار أو غيرها على الأطراف، وكشف أيضاً الإهمال لهذا الحي الشعبي ذي التاريخ العريق، حيث أغلب شوارعه وحاراته مهملة ولم تطور أو تجدد وتنظم وتصن بنيته الخدمية، وإنما كان يجري ترقيعها بين كلّ فترةٍ وأخرى لذر الرماد في العيون رغم المطالبات المستمرة من الأهالي.
هذا الفساد والإهمال طال أيضاً حتى بعض الشوارع الرئيسة المهمة ومنها شارع «ركن الدين» بين ساحة شمدين وأفران ابن العميد، حيث تحوّل نتيجة الأمطار إلى مستنقعات بسبب شكل التنفيذ غير المدروس وغير المنفذ فنياً، كما أن فتحات تصريف المياه غالبيتها غير مجهزة، وللسبب ذاته امتلأ نفق ساحة الأمويين الواصل بين وسط المدينة وحي المزة وجبل قاسيون بالمياه.
المطلوب حلول «ميدانية» مباشرة
إذا كان هذا الإهمال والفساد والكبير منه خاصةً، والمتراكم منذ عقود في العاصمة دمشق، فكيف إذاً في بقية مدن وبلدات المحافظات الأخرى.. إنّ ما ذكرناه من الفساد والإهمال المتراكم نموذج بسيط، كان وما زال أحد أسباب الاستياء الشعبي، وأحد أسباب الأزمة التي يشهدها الوطن، وما زالت الحلول ترقيعية.