ريف دير الزور...استمرار الاشتباكات بين التكفيريين.. وقَطعٌ للطرقات
منذ الأسبوع الماضي والاشتباكات الحادة مستمرة بين المجموعات التكفيرية، «داعش» ومن يساندها من جهة و«جبهة النصرة» و«الجبهة الإسلامية» ومن يساندهما من جهةٍ أخرى، وذلك خلال صراعهما على الهيمنة على المنطقة والغنائم وآبار النفط والغاز وغيرها من الثروات.
كما أن الصراع يذهب أبعد من ذلك بالتعدي على الممتلكات العامة والخاصة، وعلى المواطنين، وعلى المواطنات واعتبارهن سبايا، واستباحتهم وقتلهم وهو ما يكشف زيف ادعائهم الديني، وأن هدفهم حرق الوطن والشعب وفق أجنداتهم الخارجية وارتباطاتهم مع الإمبريالية والصهيونية والرجعية.
أسبوعٍ دموي آخر
ما تزال الاشتباكات العنيفة بمختلف صنوف الأسلحة الثقيلة والمتوسطة والخفيفة في مناطق الريف الشرقي على الضفة اليسرى من نهر الفرات في مدن وبلدات وقرى (البصيرة والشحيل والصّبحة وبريهة وجديد عكيدات وجديد بكارة وطابية جزيرة)، وعلى أطراف مدينة دير الزور في «دوار الصالحية»، كما ترافق ذلك مع تفجير سيارات مفخخة كما في «جديد عكيدات»، وتفجير خطوط نقل النفط والغاز، وانقطع التيار الكهربائي عن المدينة نهائياً.
ويقدر عدد القتلى بالعشرات عُرف منهم حوالي 80 على الأقل عدا القتلى من المدنيين الأبرياء الذين يقتلون أو يعدمون. كما قامت ما تسمى «جبهة النصرة» بإعدام سبعة من عناصر «داعش» منهم اثنان تونسيان والبقية من ريف حلب..
وما تزال العشرات من الجثث في العراء لا يستطيع أحد من الوصول إليها لمعرفة هويتها ودفنها. كما امتدت الاشتباكات والانفجارات إلى ريف دير الزور الغربي في بلدة «محيميدة»، والتي تبعد حوالي 25 كم عن دير الزور على الصفة اليسرى لنهر الفرات، كما سيطرت «داعش» على صوامع الحبوب القريبة منها.
حصارٌ وقطعٌ للطرقات
قامت «داعش» أيضاً بمحاولة لحصار دير الزور، بقطع طريق الرقة- دير الزور في منطقة «التبني» على الضفة اليمنى من نهر الفرات، والتي تبعد 45 كم عن دير الزور، حيث يوجد منجم الملح الذي تسيطر عليه، ومنعت السيارات من المرور. كما قطعت طريق الرقة- دير الزور على الضفة اليسرى من الفرات في منطقتي «الكسرة والجزرات»، وطريق الحسكة- دير الزور في منطقة «الصُوَر»، وكذلك طريق دمشق- دير الزور في منطقة «كباجب». بينما تحاول المجموعات المسلحة في المدينة و«موحسن» النأي بنفسها عن القتال.
هروبٌ وتهجير للنساء والأطفال
نتيجة الاشتباكات الدامية ما تزال مئات العائلات تتدفق يومياً إلى الريف الغربي وخصوصاً مدينة «موحسن» وغالبيتهم من النساء والأطفال ويتم تعبيرهم نهر الفرات بزوارق محلية، وقد امتلأت بهم المدارس والدوائر وبيوت المواطنين وكذلك الحقول والبساتين. وبين الألم والبكاء تروي الأسر مآسي تعرض لها أبناؤهم، فإحدى النساء روت أن أبناءها الشباب الثلاثة قتلوا ولم يستطع أحد دفنهم.
تؤكد الأحداث المتصاعدة في دير الزور خصوصاً وبقية مناطق التوتر، سقوط التكفيريين ومؤيديهم وانكشاف أهدافهم أمام الشعب، وأنه يجب على الشرفاء والجيش مواجهتهم وطردهم، وأنّ الحل السياسي والمصالحة الوطنية هو السبيل الوحيد لإنقاذ سورية شعباً ووطناً من أيدي التكفيريين وقوى الفساد والنهب في الداخل.