كل نوروز وسورية بخير
حمد الله ابراهيم حمد الله ابراهيم

كل نوروز وسورية بخير

يحتفل الأكراد بعيد نوروز كل عام رغم كل السواد الذي يتشح به شهر آذارفي الذاكرة الشعبية الكردية الحديثة حيث تتوالى أيامه بذكرى مجازر وانتقاص من حقوق وهوية شعب يبقى مصرّاً على البقاء حياً بل ونابضاً بالحياة مستمداً الأمل من روح أسطورة كاوا الحداد، ليلوّن الدنيا بألوان البهجة متحدياً كل الطغاة والناهبين، ويعلن قدرته على الولادة من رماد الظلم والتمييز.

وفي سورية صادف ذكرى نوروز هذا العام انقضاء عامين على أزمة مستعصية في طول البلاد وعرضها ودخولها العام الثالث وقد توصل الجميع إلى قناعة أكيدة بـ (فشل منطق الحسم والإسقاط عسكرياً لدى طرفي الصراع ميدانياً) وباتت أغلبية الشعب السوري موالاة ومعارضة تريد الوصول إلى حل سياسي عبر الحوار، باعتباره المخرج الآمن من الأزمة.

صحيح أن منطقة الجزيرة لم تحدث فيها أعمال عنف كما حدث في مناطق أخرى وإن حدثت فهي محدودة نسبياً، ولكن آثار هذا الاقتتال الأخوي في سورية كان مدمراً لأبعد الحدود حيث توقفت إمدادات المازوت والغاز والبنزين والكهرباء والطحين عن المحافظة، وانقطعت الاتصالات مع فقدان جلّ المواد الغذائية، وإن توفرت فبأسعار مرتفعة جداً بالرغم من أن الحراك الشعبي في الجزيرة كان سلمياً ورفع  شعارات عديدة منها.

1-العرب والأكراد والآثوريون إخوة

2-الاعتراف الدستوري بالشعب الكردي

3-جعل اللغة الكردية لغة رسمية في الدولة وتدرس في جميع مراحل الدراسة

4-الحفاظ على الثقافة والفلكلور الكردي

5-جميع المواطنين متساوون في الحقوق والواجبات

وكما كانوا دائماً فقد عبّر أغلبية الأكراد السوريين عملياً عن وطنيتهم مثلهم مثل غيرهم من أبناء المنطقة عندما ساهموا بالوقوف ضد التدخل العسكري التركي ومرتزقته في رأس العين (سري كانيه). 

وبسبب الأوضاع السائدة في البلاد اقتصر الاحتفال هذه السنة على إلقاء الكلمات التي تعبر عن معاني نوروز وعلى بعض المسرحيات التي تعبر عن معاناة هذا الشعب وخالياً من مظاهر البهجة كالأغاني والرقصات.

نتمنى أن يأتي عيد نوروز في السنة القادمة وقد عادت إلى سورية بهجتها وسرورها ومكانتها لتكون جنة الله على الأرض وتتحقق مطالب الشعب الكردي في إطار سورية موحدة وديمقراطية، وليكن شعارنا جميعا لا لإراقة الدماء لا للنهب والفساد.

وكل نوروز وسورية بخير