بدء العام الدراسي يدق أجراس النزوح مرة أخرى.. والبديل منشآت رياضية وثقافية
اقتراب بدء العام الدراسي في السادس عشر من أيلول الجاري، قد يكون نذير شؤم بحق آلاف الأسر السورية، فهذا التاريخ سيرتبط بنزوحهم الثالث أو حتى الرابع وحتى الخامس من بلداتهم الريفية أو محافظاتهم التي هجروها هرباً من أعمال العنف، إلى منازل أقربائهم في الأحياء الآمنة، أوالعاصمة، ومنها إلى الحدائق العامة أو المدارس، التي سيهجرونها أخيراً وليس آخراً مع اقتراب يوم 16/9/2012.
تنوعت الدراسات الحكومية والنزوح واحد، فترحيل الأسر النازحة من غالب المدارس الحكومية شيء مؤكد لاستقبال العام الدراسي، إلا أن المكان البديل هو القضية، حيث طلبت وزارة التربية بدايةً من مديرياتها التنسيق مع محافظ كل مدينة لدراسة كيفية تأمين بديل مناسب ضمن المحافظة لإيواء الأسر التي كانت تقطن المدارس مع اقتراب بدء العام الدراسي.
وكان مجلس الوزراء السوري، قرر مؤخراً تشكيل لجنة وزارية لمتابعة أحوال الأسر النازحة على أرض الواقع، بهدف إعادة توطينهم، ودعوتهم للعودة إلى منازلهم إن كان الأمن قد استتب بها. وعلى ضوء هذه الدراسات، وجدت وزارة التربية أن أنجح الحلول المطروحة هو نقل الأسر من المدارس إلى المنشآت الرياضية والثقافية الموجودة في المحافظات، ما سيتم تطبيقه في دمشق، في حين أكد محافظ ريف دمشق على التعاون مع الجهات المعنية للعمل على عودة الأسر إلى منازلها، بالتزامن مع إيجاد أماكن إيواء جديدة لمن يتعذر له الرجوع.
الحل الذي طرحته وتبنته وزارة التربية، أكدت عليه وزارة الشؤون الإجتماعية والعمل مؤخراً، حيث قامت بافتتاح وتحديد مراكز إيواء جديدة للأسر النازحة منها مراكز رعاية المعوقين ومدارس ذوي الاحتياجات الخاصة، وذلك يأتي إضافةً إلى الصالات الرياضية والمعسكرات الخاصة بالمنظمات الشعبية . وبحسب وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل، فإن هذه المراكز ستكون مجهزة بكل الخدمات الرئيسية من كهرباء ومياه وسلل غذائية وخدمات أخرى تتعلق بالجانب النفسي والاجتماعي للعائلات النازحة،وذلك بمساعدة الجمعيات الأهلية والمنظمات الشعبية.
وبالنسبة للمنطقة الشرقية، فقد بينت مديرية تربية الحسكة أنه سيتم إخلاء بعض مدارس المحافظة قبل بدء العام الدراسي، وعددها حوالي 117 مدرسة حسب الطاقة المتوفرة، إضافةً إلى دمج بعض المدارس القريبة مع بعضها والعودة بشكل فعلي إلى الدوام النصفي في مدارس أخرى.
وقررت مديرية تربية الحسكة نقل الأسر النازحة إلى منتجع طلائع البعث في حي الصالحية ومعهد الفلاحين في مدينة الحسكة، في حين ستبقى حوالي 79 أسرة ستبقى في مدارس (سليمان العلو، وفاطمة الزهراء، وشعبان الجبان)، ليداوم طلاب مدرسة الشهيد سليمان العلو، في مدرسة نعيم اللجي دواماً نصفياً، ويداوم طلاب مدرسة فاطمة الزهراء في مدرسة الشهيد حمود العبد دواماً نصفياً، وسيداوم طلاب مدرسة شعبان الجبان في مدرسة الشهيد أحمد ياسين دواماً نصفياً.
ويبلغ عدد المدارس المشغولة حالياً من الأسر النازحة في دمشق وحدها حوالي 460 مدرسة حتى تاريخه، حيث قامت وزارة التربية بالتعاون مع وزارة الشؤون الإجتماعية والعمل ومنظمة الهلال الأحمر العربي السوري، خلال الفترة الماضية بتأمين مساكن بديلة لهذه الاسر.