حلب ليست كسواها.. حتى في أزماتها

حلب ليست كسواها.. حتى في أزماتها

حلب ليست كأخواتها من المحافظات السورية حتى في أزماتها، فما انطبق على أغلب المناطق في سورية لم يكن ليشابه ما تعيشه وتعايشه الآن، إلا في العنوان العريض فقط، وما نريد قوله لا يرتبط بالشق الأمني، وإنما بالأزمات الاقتصادية التي يعشها سكانها هذه الايام، فللغاز سعران، الأول مرتبط بما قبل الأزمة التي تمتد لأكثر لأسبوعين إلى الوراء، حيث تباع الجرة في السوق السوداء بما يتراوح بين 1500 و3000 ليرة سورية، أما حالياً، فإن سعرها وصل إلى 6 آلاف ليرة، وهي غير متوفرة إلا في السوق السوداء، وشبكات المنتفعين في ذروة عملهم، وإلى اليوم لم يجرِ اعتماد البطاقة التموينية عن طريق المؤسسة لتوزيع الاسطوانات، وعلى حسب أرقام الزيت في البطاقة مثلاً، مما فاقم الأزمة، ورفع من مستويات الفساد في عملية توزيع ما يتوفر من هذه المادة أساساً..

واقع البنزين ليس بحال أفضل، فالكازيات تصفر من غياب المادة، والليتر يباع في السوق السوداء بما يتراوح بين 200 و225 ليرة، وهذا الارتفاع في سعر الليتر انعكس على تعرفة النقل لدى سيارات الأجرة في المدينة، والتي ارتفعت بنحو 5 أضعاف، وبدون عداد في أغلب الأحيان.

أما المازوت، فلا يمكن أن تجده إلا في السوق السوداء أيضاً، وبما يتراوح بين 100 و125 ليرة سورية لليتر، وهذا ضاعف أجرة السرافيس في المدينة بمقدار 5 إضعاف، فالسرفيس الذي كانت أجرته 5 ليرات سورية ارتفع إلى 25 ليرة، ومن كانت تعرفته 10 أصحبت 50 ليرة حالياً.

وللخبز حكايته الأخرى، ففي بداية الأزمة منذ أسبوعين تقريباً وصل سعر ربطة الخبز السياحي إلى ما يتراوح بين 150 و200 ليرة سورية، وأفران الدولة بقيت تعمل رغم ما تعيشه المدينة من توتر أمني، بينما قررت أغلب الأفران الخاصة الإغلاق، والتي كان يعاني بعضها إما عدم توفر الطحين، أو فقدان المازوت أو غياب العمال، فدائماً كان هناك نقص في احد مكونات العملية الإنتاجية، أما اليوم، فإن ربطة الخبز السياحي عادت إلى سعرها الطبيعي وبما يتراوح بين 35 و50 ليرة سورية..