صور قاتمة من مدارس دير الزور
كل ما حولنا يشير إشارة واضحة فاضحة على الإهمال المتعمد لقطاع التربية والمدارس وأحوال الطلاب عموماً، ويعز علينا أن ننقل هذه الصور التي لا نتمنى أن تتكرر في مدارسنا:
• مدرسة خارج العصر: يبدو أن المدارس في دير الزور باتت على درجات متفاوتة من الاهتمام، والطلاب يعامَلون على أساس (فوق بعضهم طبقات). فمدرسة الثورة للبنين في ديرالزور، ورغم معاناتها الطويلة لم تلتفت إليها مديرية التربية بديرالزور, مدرسة تضم على مقاعدها سنوياً أكثر من (700) طالب، وهم يفتقدون ويفتقرون إلى ابسط الخدمات، حيث أنه من المحزن والمخزي أن أكثر من (700) طالب يشكلون فوضى عارمة ويتدافعون ويتصارعون على حنفية ماء شرب واحدة، لعدم وجود غيرها في المدرسة، مع عدم وجود دورات مياه، الأمر الذي قد يسبب احراجات كبيرة للطلاب، ناهيكم عن زجاج نوافذ الصفوف المهشم، أو عدم وجوده أصلاً في بعض الصفوف، لاسيما وأننا في بداية فصل الشتاء.
• ثمن الحنفية 100 ليرة فقط يا تربية ديرالزور: ما زاد الطين بلة هي القمامة المتناثرة في كل زاوية من زوايا المدرسة ولو حاولتَ يا مدير التربية الدخول إلى أحد الصفوف فإنك لن ترى غير المقاعد الدراسية القديمة والمهشمة, وقد علمنا أن مدير المدرسة المذكورة لم يعرف الكلل أو الملل، فقد راسل تربية ديرالزور مرات ومرات يشرح فيها معاناة مدرسته، وقوبلت كتبه بالتطنيش، وعلى ما يبدو أنها كدرت صفو مزاج مديرية التربية، وتاه مدير المدرسة في دهاليز المديرية.
فماذا يعني أن يقوم مدير المدرسة بنفسه بتوزيع وتنظيف مستودع المدرسة؟ وهل تأكد أن الأمر حملٌ ثقيل على المستخدمة الوحيدة في المدرسة؟ ولاسيما أنها كبيرة السن وعلى أبواب التقاعد؟
• غيبوبة حطت على تربية ديرالزور: من الجانب الآخر المُشرق نرى مدارس صبت مديرية تربية ديرالزور كل اهتمامها فيها، فقد قامت بترصيع واجهاتها بالحجر الحلبي، وضخت عليها مبالغ ضخمة وتناست مدارس تستغيث!!
هذه بعض الحقيقة عن المدرسة المذكورة أو جانب منها حتى والصور توضح معاناتها مع مديرية التربية التي غضت الطرف عنها، وتوضح أيضاً أن الطالب في هذه المدرسة خصم وعدو للتعليم.
أسئلة كثيرة لا نملك إجابات لها، الشعور كبير بالأسف، ولكن الحقيقة يجب أن تقال، فإن وضع المدرسة المذكورة يقول: (أريد حلاً). ولا ندري، فربما تصر مديرية تربية ديرالزور على أن تبقى هذه المدرسة خارج مسار العصر والزمان.
• إصابة التلميذ وعدم الاكتراث: التلميذ خطاب عمار الحسين من الصف الخامس في مدرسة إبراهيم الحمش، وقع عليه خزان المياه يوم الخميس 11/11/2010 حين كانت تتم عملية نقل الخزان من سطح إلى السطح الآخر في المدرسة المذكورة من مستخدَم المدرسة. الحادثة وقعت صباحاً في الحصة الأولى في درس الرياضة، فالمعلمة كانت في إجازة، ومعلم الرياضة الآخر أخذ شُعبة طلابه إلى الحديقة، وبقي خطاب ومن معه من أطفال شعبته بالباحة دون رقيب أو راعٍ. ونتيجة الخطأ في عملية نقل الخزان وقع على الطفل خطاب عندما كان ذاهباً ليشرب الماء، فنُقل إلى مستشفى الأسد بدير الزور وأُدخِل فوراً إلى غرفة العمليات، وأشرف عليه الطاقم الطبي وأجريت له عمليتان، وتم تجبير الكسور ووضع أسياخ وبراغ في وركه وقدمه اليمنى.
مديرية التربية لم تحرك ساكناً، ولم يأت أحد من المديرية ليسأل عن حال الطفل أو أهله، علماً أن المدرسة تبعد عن بيت التلميذ مسافة ما يقارب المئة متر فقط، وفي مثل هذا الظرف السيئ يجب أن تستغل التربية الوضع لغرس القيم التربوية والإنسانية بالتكافل والتعاضد، وكان من الواجب أن تشكل إدارة المدرسة وفداً من التلاميذ والجهاز التربوي وممثلاً عن التربية وتقوم بزيارة الطفل المصاب للتخفيف عنه وعن أهله، والتواصل معهم، وهنا نحقق تعزيز القيمة الإنسانية لدى التلاميذ المشاركين بالزيارة. إلا أن شيئاً من ذلك لم يحدث، ولم تظهر أية نتيجة للتحقيق الذي أُجري يوم الأثنين 22/11/2010 صباحاً بالمدرسة، أي بعد اثني عشر يوماً، ولم يتم اتخاذ الإجراءات اللازمة، فهل طلابنا عديمو الأهمية إلى هذه الدرجة؟!