لواء إسكندرون يسلخ مرتين.. أما من نهاية لـ«أخطاء» وزارة التربية؟
ورد في عدد سابق من جريدة قاسيون مقال يعالج أموراً تتعلق بالمناهج الجديدة التي تقوم وزارة التربية بتطويرها, ومنها أن كتاب الجبر للصف الثاني الثانوي العلمي قد سحب من الطلاب بعد توزيعه لورود أخطاء معينة فيه.. اعتقدنا أنها علمية، وقلنا إننا ننتظر النسخة الجديدة كي نتأكد من ذلك, وأسفنا على عشرات ألوف النسخ التي طبعت ووزعت, لكن (والحمد لله) لم يكنالخطأ علمياً، بل كان الخطأ من نوع مختلف، بل ومفاجئ، حيث استبدلت ورقة واحدة من كل كتاب، وأعيد الكتاب كما هو للطلاب, مع فرق جودة التجميع (بسبب نزع التثبيت للأوراق ثم إعادتها)..
المشكلة كانت باستبدال مصور بآخر, حيث استبدل مصور الجمهورية العربية السورية بدون لواء الاسكندرون بآخر يحويه. أي أن اللواء الذي سلخه الأتراك منذ قرابة الثمانين سنة, سلخته وزارة التربية في 2011 (ربما تأكيداً لحق الأتراك به), لكن يبدو أن الظروف السياسية والخلافات الأخيرة مع الحكومة التركية أعادت الصواب إلى عقول القائمين على الكتاب، أعادواتحرير اللواء على المصور فقط!!
والسؤال الذي يطرح نفسه هنا: لماذا لم ينتبه القائمون على الكتاب إلى هذا الخطأ، مع العلم أن عددهم كما سبق وذكر كان يتجاوز الأربعين. هل كانت المسألة مقصودة بالمعنى السياسي مع تركيا؟ أم أنها إهمال وضعف ثقافة وطنية عند العاملين بالوزارة؟
مع العلم أن هذه المناهج وعلى حد تعبير الوزارة، موضوعة وفقاً للأسس والمعايير الوطنية, فأية معايير وطنية يتكلمون عنها؟ وهل سنشهد في المستقبل سلخاً للجولان مثلاً من قبل وزارات قادمة من مصورات الجمهورية العربية السورية؟
الغريب أيضاً أننا لدى سؤال طلابنا في الصفوف عن أراضينا المحتلة، كان الجواب الجولان فقط, وعند التعقيب على ذلك بالسؤال: وغير الجولان؟ كان يأتي الجواب خجولاً ومن بعض الطلاب بأن اللواء أيضاً محتل.. وهذا يعني أن أغلب الطلاب لا يعرفون الأراضي المحتلة، ففي كتبهم لا يوجد احتلال سوى للجولان, و هذا غير مقبول، لأننا في هذه الحالة، نقوم بإنشاء جيلكامل لا علم له بحدود وطنه!.
نحن وكما كنا دائماً، نؤكد على تحرير كافة الأراضي المغتصبة, ونؤكد على ذلك اليوم بكل إصرار.
إننا ندعو إلى محاسبة المسؤولين عن هذا الخطأ, وعدم اقتصار المحاسبة على لجنة تنفيذ الرسوم والتنضيد, لأنها ولو كانت هي المخطئ الأول لكن هناك وزارة كان يجب عليها الإطلاع على هذه النسخة بشكل جيد قبل الشروع بطبعها وتوزيعها. فهل سنشهد حقاً محاسبة حقيقية للمخطئين؟
• مجموعة من المدرسين