تصاعد عمليات الخطف في ريف حماة يهدد السلم الأهلي

تصاعد عمليات الخطف في ريف حماة يهدد السلم الأهلي

تشتد تداعيات الأزمة يوماً بعد يوم، ويزداد عبء هذه التداعيات على كاهل الناس لدرجة لم تعد تطاق، فالبحث عن رغيف الخبز والغاز، والحاجات اليومية، وانفلات الأسعار من عقالها، وتآكل الاجور والدخول، وسقوط القذائف بين الفينة والأخرى على هذا الحي أو ذاك الشارع، وارتفاع منسوب سفك الدم السوري، باتت أموراً في غاية الخطورة، ولم يعد بمقدور المواطنين تحمّلها لذلك فإن الإسراع بالحل السياسي، والخروج الآمن من الأزمة هو مطلب ملّح لكل السوريين، ولكل من اضطرّ مرغماً ترك منزله والنزوح إلى منطقة أخرى.

يبدو أن تلك التداعيات مجتمعة لعبت دوراً مهماً في ازدياد عمليات الخطف في مختلف المناطق والمدن، حيث قام مسلحون من بلدة كرناز التابعة لمنطقة المحردة خلال الأسبوع الفائت بخطف ثلاث معلمات وزميلين لهما، وهم من سكان مدينة السقيلبية أثناء عودتهم من مدارسهم على طريق جسر الشغور بالقرب من بلدة قلعة المضيق، وبعد ساعات أطلق الخاطفون سراح أحد المعلمين من أجل حمل رسالة الى أهالي المخطوفين في مدينة السقيلبية  مفادها: أن على الأهالي الضغط على النظام والجهات الأمنية من أجل إطلاق سراح زوجته وسيدتين من بلدة كرناز خطفن قبل يوم من عمليته من أناس تابعين للنظام والجهات الرسمية.

إن عمليات الخطف كانت تستهدف الرجال، أما هذه المرة، فيتم فيها خطف نساء من المنطقة لأول مرة، وهذا بحد ذاته تصعيد خطير جداً بالنسبة لعادات وتقاليد المنطقة، خاصة وأنها قد تأخذ منحى وطابعاً مذهبياً وطائفياً، الأمر الذي قد يؤدي إلى توتر الوضع في منطقة السقيلبية، وجميع المناطق القريبة منها، وبشكل غير مسبوق، وقد رافق عمليات الخطف خلال هذه الأسبوع سقوط عشرات القذائف على مدينة السقيلبية وما حولها.

إن الجهات التي تقوم بهذه العمليات الإجرامية، وتمارس عمليات الخطف والابتزاز إن كان من الجهات التي تحسب نفسها على النظام، أو من الجهات التي تحسب أعمالها أو تزعم أنها (ثورجية)، شاء من شاء، وأبى من أبى، فهي لا تخدم بهذه الأعمال الإجرامية المستنكرة إلا تصعيداً للعنف أكثر فأكثر، وزيادة نزيف الدم السوري وعرقلة أي حل سياسي، وزيادة الاحتقان والتوتر والشحن الطائفي والمذهبي للدفع باتجاه خلق ثنائيات وهمية، وبالتالي الاصطفاف على هذه الأسس البعيدة عن ثقافة وتقاليد الشعب السوري.

إن المطلوب، وبالسرعة القصوى، تعرية هذه الأعمال ومرتكبيها، ومن يساندهم من أية جهة كانت، وإنزال أقصى العقوبات بهم، ومن يقف وراءهم لأنهم يريدون من وراء هذه الأعمال دفع المواطنين للاقتتال الطائفي والقتل على الهوية، لكي تنجو رؤوس الفاسدين الذين مهّدوا هذا الطريق للوصول بالبلاد إلى ما وصلت إليه، وهم كانوا وما زالوا بوابات العبور للعدو والتدخل الخارجي.