الجمعيات الفلاحية.. من الفوز بالتزكية إلى المعارك الانتخابية على أساس البرنامج الانتخابي
بحضور حشد كبير من الفلاحين، عقدت جمعية الشهيد فايز منصور الفلاحية يوم الثلاثاء2112010 مؤتمرها الانتخابي في المركز الثقافي في مدينة السقيلبية، حيث توارد الفلاحون منذ الساعة العاشرة صباحاً وحتى الرابعة مساء، و رغم الملل والضجر الذي أحبط بعض الفلاحين وأجبرهم على مغادرة المؤتمر بسبب كثرة المداخلات وتجاوز بعضها أضعاف المدة الزمنية المحددة، إلا أن ذلك لم يؤثر على نصاب المؤتمر القانوني. وقد جرت الانتخابات بشفافية مكّنت الفلاحين من الإدلاء بأصواتهم وانتخاب ممثليهم بحرية لأول مرة منذ سنوات، حيث نجحت القائمة التي دعمتها اللجنة الوطنية لوحدة الشيوعيين السوريين وأصدقائهم من الطيف الوطني.
وبإعلان النتيجة اجتمع مجلس الإدارة الجديد، وانتخب خليل حداد رئيساً للجمعية، وحنّا اسكاف نائبا للرئيس، وفيليب سليمان أميناً للسر، وسمير بديع فروح رئيساً للجنة التفتيش.
أصوات مغرضة
تقاطر الفلاحون إلى مكان انعقاد المؤتمر في المركز الثقافي بمدينة السقيلبية حيث ينعقد مؤتمرهم الانتخابي لتشكيل مجلس إدارة جديد لجمعيتهم. وبعد تلاوة التقارير المقدمة إلى المؤتمر، فسح المجال للمداخلات، حيث قام بعض المتحدثين من خلال مداخلاتهم بإضفاء جو من الملل والضجر في نفوس الحضور، وانزاح كلام أحدهم لينحرف إلى غايات لا تفيد أحداً سواه، حيث قدم توضيحات مضللة وثناء ومديحاً مجانياً لإدارة الجمعية السابقة، متهجماً بحديثه على ما ورد في صحيفة قاسيون في العدد 472 على لسان احد المتحدثين من الفلاحين في الندوة الزراعية التي بحث فيها الشيوعيون واقع المحاصيل الإستراتيجية وهموم الفلاحين في يوم 2392010، نافياً صحة ما ورد على لسان المتحدث دون أن يقدم ما يبرهن على صحة ادعائه، معتبراً أن قاسيون صحيفة تتخطى الحدود الوطنية، وأنها ذات طابع عالمي، رامياً من وراء ذلك إلى تحريض بعض الجهات على الجريدة، بهدف التغطية على فساد البعض ممن ينضوون تحت جناحيه، وهذا إن يدل على شيء فإنه يدل على إفلاس المتجني شعبياً، بعدما أفلس سياسياً، ويزعجه كثيرا أن الطرف الرابح في هذه الانتخابات كان يخوض حملته الانتخابية بدعم من اللجنة الوطنية لوحدة الشيوعيين السوريين تحت شعار العدالة لجميع الفلاحين، ومحاربة الهدر والفساد
وقد رد على المداخلة السابقة الرفيق فيليب سليمان حيث أكد أن جريدة قاسيون منبر وطني يحترمه الجميع، وهي عبر مسيرتها شكلت رافعة حقيقية للنهوض بالوطن، وأخذت على عاتقها محاربة الفساد بصدر رحب يتسع لجميع الآراء، ومن حق من يرى في الرد إنصافاً له أن يرد على ما نشر فيها، واعتبر أن القصة منتهية إذ أصبحت في عهدة الهيئة المركزية للرقابة والتفتيش في حماه التي «نثق بما يصدر عنها بعد إجراء عملها».. وأكد على صحة ما ورد على السنة المتحدثين في تلك الندوة التي نشرت وقائعها صحيفة قاسيون.. (وسننشر في أسفل المادة تتمة مهمة لمتحدثين آخرين كنا رأيناها في حينه كلاماً مكرراً!).
لقد اعتاد الفلاحون عند خوض انتخابات الجمعيات الفلاحية على شكل متخلف من ممارسة حقهم الانتخابي، كأن يعتمد على الفوز بالتزكية لأعضاء مجلس الإدارة، وكثيراً ما يجري ذلك دون اكتمال النصاب القانوني، وان تيسر ذلك فتجرى الانتخابات على أساس الولاءات العائلية أو المصالح الشخصية والمحسوبية، استناداً على المكاسب الخاصة لهذا الطرف أو ذاك. إلا أن النقلة النوعية التي حدثت في خوض هذه المعركة الانتخابية هو اعتمادها على أسس جديدة وبعيدة عن الأشكال البالية، كونها اعتمدت على القوى السياسية في خوض هذه الانتخابات، وإحلال المصلحة العامة بدلاً من المصالح الشخصية الضيقة لهذا الطرف أو ذاك على أقل تقدير.
هذا ما عملت عليه القائمة الرابحة في الانتخابات الأخيرة لجمعية فايز منصور الفلاحية، وهو ما مكنها من إحراز هذا النجاح، إلا أن ما عكر بهجة الفلاحين بفوز قائمتهم الانتخابية كاملة الادعاء الكيدي أمام القضاء، حيث أقدم رئيس الجمعية السابق بعد إعلان نتيجة الانتخابات بلحظات بالادعاء على رئيس الجمعية الجديد بدعوى التشهير به عبر وسيلة إعلامية.. فإلى ماذا يرمي من وراء هذا التصرف، إذا ما علمنا أن التشهير المزعوم قد مضى على نشره أكثر من شهر؟ فهل يعني توقيته شيئاً سوى العرقلة؟
ملاحظة: الشخص الذي تحدث متهجماً على صحيفة قاسيون هو الوزير السابق مخول أبو حامضة، وقد خاض الانتخابات ضد رفاقنا، الذين هزموه، ليس بصفته مرشحاً، وإنما بصفته مهندس الماكينة الانتخابية المنافسة...
تتمة من ندوة المحاصيل الاستراتيجية وهموم الفلاحين
حنا زينة: المخالفات التي حصلت أثناء جني محصول الشوندر كثيرة، فلماذا نسكت عنها؟ في حال سكوتنا نكون متواطئين مع رئيس الجمعية، فهناك الكثير من التعديات على حقوق الفلاحين، وقد حصل أحدهم وهو ليس عضواً في جمعية فايز منصور على قرض قيمته 125 ألف ل.س، وآخر استلم 80 كيس سماد، أما بذار الشوندر فيوزع لبعض المحسوبين على هذه الجهة أو تلك على حسابنا، وهنا نسأل: هل يحق لرئيس الجمعية أن يقوم باستئجار الأراضي ويسوق محصولها مقتطعاً حصصنا من بطاقات الشوندر؟
وأخيراً، الفلاحون تحدثوا عن الكثير من المخالفات، فلماذا نسكت عن هذه المخالفات؟ ولماذا لا نحيلها إلى الرقابة والتفتيش كجهة مختصة؟ أعطوني الوثائق والجداول وأنا أتعهد بتقديمها إلى الرقابة المركزية.
بطرس العجي: أطلب التحقيق بما يخص بطاقات توريد الشوندر، وخاصة التي حصل عليها فاروق القدور وطلال العبد الله، ومحاسبة من تعدى على الفلاحي، فلا يجوز أن تمر هذه المخالفات دون حساب، لأن من حصل عليها ألحق الضرر بنا جميعاً.
ميخائيل سليم نعمة: هناك من يسعى لفرض اثنين في إدارة الجمعية وإقصاء من يعملون لمصلحة الفلاحين، وجميعكم تعلمون أن خليل حداد هو من يقوم بكل الأعمال التي تصب في مصلحة الفلاحين، ويقوم بمساعدتهم لأنه الوحيد الذي يطالب بحقوقنا.. (متوجها بكلامه هذا إلى الحضور يسألهم إن كان هذا الكلام صحيح أم لا).. فكان الرد بإجماع الفلاحين وبصوت واحد موافقاً ومؤيداً..
فريد ديوب: أثني على كل ما تقدم، وأوافق على المعلومات التي وردت في مداخلات من سبقوني، لأن عضو الإدارة خليل حداد الذي يعمل لصالح هذه الجمعية وفلاحيها هو إنسان نظيف ويضحي في سبيل الآخرين، فذات مرة كانت إحدى الجمعيات المجاورة واقعة تحت عجز 1,5 مليون ليرة سورية، وعندما طلبت الرابطة الفلاحية اقتطاع هذا المبلغ كان هو من تصدى لهذا الموضوع ومنع الرابطة من تنفيذ ذلك.
عبد الله داؤود: أنا عضو جمعية منذ 35 عاماً، ولا توجد قطعة أرض في الغاب إلا وأعرفها وأعرف المحصول الذي زرع فيها، فقد كان دوري في تسلسل الجداول للحصول على بطاقة توريد شوندر هو 45، ولم أستطع الحصول على بطاقة حتى 13 تموز، فتلف من محصولي 20 طن شوندر، لذلك أحمل أعضاء إدارة الجمعية المسؤولية عن ما لحق بي من أضرار، وأشير إلى الفلاحين الذين لا يتحدثون إلا بعد فوات الأوان.. وهنا أسأل عن الأسمدة التي فقدت وتوزعت في جنح الظلام من استولى عليها؟ وأين ذهبت؟ ولماذا لم تستدع الرقابة والتفتيش في حينه؟
رامز اليوسف: أنا فلاح في جمعية فايز منصور طلبت من رئيس الجمعية بطاقة شوندر لأنقذ محصولي الذي تلف، ولم أستطع الحصول على بطاقة، علماً أنه كان قد سبق لي أن سجلت دورا في الوحدة الإرشادية أنا وفلاح آخر في اللحظة نفسها، وقد حصل زميلي على بطاقتين وأنا لم أستطع الحصول على واحدة. وعند الاطلاع على الجداول رأيت أن دوري رقمه 294 وزميلي رقم دوره 186. هذا تزوير واضح و(زعبرة).. ورغم مطالبتي بالحصول على بطاقة إنقاذ ولمرات عديدة، كان يأتيني الرد من رئيس الجمعية «كل الفلاحين يحتاجون إلى بطاقات إنقاذ».. فهل يعقل أن يورد أحدهم 170 طناً، وأنا لا أستطيع توريد ثلث محصولي؟.
فيليب سليمان: أنا شاب أعمل في الزراعة، ومن خلال ما سمعته منكم وبإصراركم على الحصول على حقكم كاملا غير منقوص، ارتفعت معنوياتي بعد طول إحباط جعلني أنوي بيع أرضي، وها أنا ذا أعدل عن بيعها، وأتمسك بالعمل فيها، وعلينا أن ننتقل من حقل الشكوى إلى مجال الفعل. والسبيل إلى ذلك هو وجودنا في إدارة الجمعية كأعضاء فاعلين ومؤثرين لخدمة جميع الفلاحين دون تمييز، ليحصل كل فلاح على حقه كاملاً من مستلزمات الإنتاج. علينا أن نرص صفوفنا ونستعد بالتعاون مع الشرفاء والطيبين لتغيير واقع هذه الجمعية، وخاصة أننا على أبواب انتخاب إدارة جديدة لهذه الجمعية معتمدين على دعم اللجنة الوطنية لوحدة الشيوعيين السوريين.