مُخَيّم النّيرَب تحت الحِصَار..!
من المعروف أنّ الوضع في حلب أصبح مأساوياً في الفترة الأخيرة ريفاً ومدينةً، نتيجة الاستهداف والتدمير الممنهج للبنى الاقتصادية والاجتماعية والتاريخية المتنوعة..وذلك لعوامل عديدة جغرافية وسياسية واقتصادية خارجية وداخلية..
ومخيم النيرب للاجئين الفلسطينيين في مدينة حلب بدوره كان هدفاً للمسلحين المتشددين والمتطرفين كما بقية المخيمات الفلسطينية في محاولةٍ لجر الأشقاء الفلسطينيين إلى أتون الحريق الذي يستهدف سورية والمنطقة وزجهم في معركة هي ليست معركتهم، فالمخيم محاصر منذ أكثر من خمسة أشهر من مسلحي ما يسمى جبهة النصرة تحت أسباب وحجج وهمية كوجود مسلحين ومؤيدين للنظام
هذا الحصار الإجرامي الذي يمنع عليهم دخول أية مساعدات إنسانية داخلية أو خارجية، والمواد الغذائية والمحروقات ولوازم المعيشة اليومية والذي انعكس على الخدمات الضرورية من ماء وكهرباء..هذا الحصار الذي جعلهم يستهلكون كل المؤن العامة والمنزلية وحتى الأكل من حشائش الأرض ووصل سعر اسطوانة الغاز إلى 12 ألف ليرة هذا إن وُجَدت..!
كما لم يستطع هؤلاء المتطرفون رغم تقديم كلّ الإغراءات المادية والمعنوية من جر أبناء المخيم إلى الموقع الذي يريده هؤلاء، وظل الفلسطينيون يؤكدون: نحن سوريون كما أننا فلسطينيون ولن نغادر سورية إلاّ إلى فلسطين ويرفضون الحريق السوري أو الدخول في أتونه..!
كذلك تقاعس جهاز الدولة عن تقديم المساعدة اللازمة لهم وتأمين مستلزمات معيشتهم عن طريق مطار النيرب الملاصق لهم رغم مطالبتهم المتكررة بذلك لم يدفعهم الفعل الحالي إلى ردّ فعل والانجرار إلى مواقف تحرفهم عن قضيتهم الأساسية والإساءة للشعب السوري الذي وقف وما يزال يقف إلى جانبهم..
والفلسطينيون عموماً يقدرون وقوف الشعب السوري واحتضانه لهم ومعاملته لهم كما كل السوريين، بخلاف البلدان العربية الأخرى، لذلك لم ينجروا إلى كل المحاولات التي تسعى للتفرقة بين السوريين والفلسطينيين وإحراقهم معاً..
إننا في «جريدة قاسيون» نطالب بـتأمين المساعدات الغذائية الكافية لهم وكل مستلزمات المعيشة عن طريق مطار النيرب، ونحمل المسؤولية لكل من يُقصر أو يتقاعس ونطالب بمحاسبته فوراً..فالقضية الفلسطينية هي قضية الشعب السوري..وكرامتهم من كرامته وهي فوق كلّ اعتبار..