استهداف آبار النفط وخطوط نقله.. خيانةٌ وجريمة بحق الشعب والوطن..!

استهداف آبار النفط وخطوط نقله.. خيانةٌ وجريمة بحق الشعب والوطن..!

إنّ ما نراه اليوم من تخريبٍ متعمد للبنى الاقتصادية والبنى التحتية الخدمية هو استكمال لما بدأته الحكومات السابقة المتعاقبة بسياساتها الليبرالية، وممارسات قوى الفساد من نهبٍ وسرقة للمجتمع والدولة معاً.

 تساندها وتشاركها وتحميها قوى القمع مستغلة وجودها وهيمنتها على بنية الدولة وتماهيها فيها.. مما أذّى إلى تراجع الدولة بشكلٍ عام عن القيام بدورها نحو المجتمع، وهذا ما أوجد هوّةٍ واسعةً وغربةٍ بينها وبين المجتمع، وأدّى إلى تشوّه وانزياحٍ في الوعي الشعبي وحتى لدى بعض القوى،واعتبار الدولة هي سبب البلاء وعدواً مبيناً، وهذا لا يعني تبريراً لما يُمارس حالياً من تخريب لهذه البنى، وحتى لو تفهمناه من بعض المجموعات الشعبية البسيطة نتيجة الجهل، فلا يمكن قبوله من القوى السياسية التي تحثّ عليه وتدّعي أنها معارضة، أو من قوى العنف والظلام المدعومة من الامبريالية والرجعية كذلك والتي تقوم بهذا التخريب بشكلٍ مخططٍ ومدروس والهدف منه هو تحطيم بنية الدولة وتمزيق النسيج المجتمعي لإدخالنا في دوامة الفوضى التي يسمونها خلاّقة.. إنّه استهدافٌ لسورية وطناً وشعباً ولدورها الوطني وتاريخها وحضارتها الممتدة منذ آلاف السنين.

فإذا كانت قوى الفساد تنهب الثروات وتحرم أبناء الوطن والأجيال القادمة منها وتترك له ولها الفتات والتلوث، فإنّ الهجوم على الآبار النفطية في دير الزور من  المسلحين وحرق بعضها ونهب محتوياتها من أجهزةٍ وآلاتٍ ومواد تقدر بمليارات الليرات وتهريبها وبيعها بأبخس الأثمان هو جريمةٌ بحقّ الشعب والوطن فقد حرمتهما من خيراتهما وخاصةً أنّ النفط من مصادر الطاقة غير المتجددة، وكذلك التعدي على خطوط نقل النفط  والغاز وسرقتهما وبيعهما في السوق السوداء بأسعار عالية وتهريبهما إلى الخارج هو جريمة أخرى كما الأولى..

والأنكى من ذلك هو التعدي على خطوط نقل النفط الخام وتقطيره بطريقةً بدائية كما يحدث في ريف دير الزور ومن يرى الأدخنة يشعر أنّ المنطقة كلها تحترق وهذه جريمة مضاعفة لما تسببه من تلوث بيئي خطير يسبب الأمراض السرطانية والصدرية القاتلة والمميتة للإنسان ناهيك عن تأثيره على النبات والحيوان وتصحرٍ للأرض..

 إنّ حرق الآبار وقطع أنابيب النفط الخام والمكرر والتعدي على بعضها الآخر وسرقتها.. ليس حرمان الشعب من عائداته وأمواله فقط.. وإنما حرمانه من كلّ ما يعتمد على هذه الطاقة من إنتاج للكهرباء وتنقية الماء وصناعة الغذاء ومواد النظافة ووسائل النقل وغيرها.. وهذا لم يؤثر على قوى القمع والفساد، وإنما المتضرر الوحيد هم الفقراء والمستضعفون من أبناء الشعب.. ومن يقوم بذلك ليس لصاً فقط وإنما مجرمٌ ومتآمر على الشعب والوطن، وهو لا يختلف عن قوى القمع والفساد شيئاً وربما أشدّ كفراً بادعائه الثورية.. بينما هو ينفذ أجنداتٍ خارجية.. وعلى الحركة الشعبية الواعية والمواطنين التصدي لهؤلاء المخربين والمدمرين للشعب والوطن والحفاظ على ثرواتنا الباطنية..