متى يعود سحرك يا شام؟
محمد هاني الحمصي محمد هاني الحمصي

متى يعود سحرك يا شام؟

دمشق مدينة السحر والجمال، مدينة العشاق والتي تغنى بوصفها الأدباء والشعراء؛ تنزف الدماء  والرصاص.. وهي مدينة العطر والزنبق والبيلسان!.

لم تعد دمشق واحة السلام والأمان للسكان، ولا الملاذ ولا الحضن الدافئ للسوريين للاجئين من المحافظات الأخرى، فهي الآن تعاني  كما عانت  شقيقاتها السوريات قبلها (حمص- درعا- دير الزور).. فالأزمة والصراعات التي اجتاحت البلاد وأدت إلى سفك كثير من دماء السوريين وصلت الآن إلى قلب العاصمة دمشق، فبدأ القصف والحصار والقتل وإراقة الدماء تنتشر في الشوارع والأزقة والأحياء، لم يعد بالإمكان القول إن دمشق ما تزال هادئة، وفي الليل أصوات القصف وأزيز الرصاص لا يهدأ في الضواحي والشوارع التي تشهد اشتباكات بين المسلحين والقوات النظامية، عدا الحواجز الأمنية المنتشرة في الكثير من الأماكن في قلب العاصمة دمشق كما انتشرت في غيرها من المدن سابقاً.

كل هذا قد غير المزاج العام للناس في دمشق، فبدأ بالتغيير الفعلي الآن بالإضافة إلى العوامل الموجودة سابقاً، فالحصار الأمني والاقتصادي يكاد يخنق السكان، وأصبح العنف أكثر قرباً من الآمنين في دمشق، وذلك بعد أعمال العنف في الميدان والقابون وبساتين الرازي، وهذا ما أدى إلى قتل بعض المسلحين والكثير من المدنيين الأبرياء.

يقول أحد المواطنين (أ.س) لـ«قاسيون»: إن الحياة في دمشق لم تعد آمنة كما في السابق، والقلق هو العنوان الأبرز اليوم، الخوف من الأيام القادمة هو الذي تراه على  وجوه الناس.. لقد تعامل النظام بالأسلوب القمعي والعنف مع الناس، وهذا ما فتح الطريق للعنف المضاد».. ومع أن شوارع العاصمة وبسبب القبضة الأمنية لم تشهد ذلك النوع من الاحتجاجات الكبيرة التي اندلعت في الكثير من المدن السورية، إلا أن حدوث الانفجارات الكبرى في الشهور الماضية والاشتباكات المستمرة بين المسلحين  والقوات النظامية في الكثير من المناطق والأحياء والتململ والسخط اللذين ملآ قلوب الشعب، أديا إلى تفاقم  الأزمة الأمنية في دمشق.

الأوضاع الاقتصادية والمعيشية خلال رمضان

لا يختلف اثنان في أن الأوضاع الاقتصادية والمعيشية في دمشق أصبحت مأساوية وهي تفوق كثيراً طاقة وقدرة أي إنسان على الاحتمال، ومع قدوم شهر رمضان في هذا العام أصبح للحياة شكل آخر حيث ارتفعت أسعار الكثير من المواد الاستهلاكية الهامة كالرز والزيت والسكر، وذلك في ظل انعدام الرقابة التموينية وغيابها وكون أغلب المواد خارج الرقابة أصلاً، وفقد الكثير منها مثل اللبن الذي تضاعف سعره فأصبح سعر كيلو اللبن 65 ليرة.

يقول (س .ع): «إن الكثير من  متطلبات المعيشة لم تعد متوفرة...  بالأمس بحثت عن كيلو من لبن فلم أجد طلبي بالعمارة ولا شارع بغداد ولا المرجة وبالنهاية حصلت على طلبي من باب الجابية وبضعف الثمن، هل هذا يحتمل؟».. ناهيك عن أن الكثير من الأفران توقف عن العمل فغاب الخبز عن مناطق مثل(القدم- الميدان- الحجر الأسود- التضامن) لعدة أيام فكان المواطن يعاني ما يعانيه للحصول على رغيف الخبز، ويقول فادي: «ليست المشكلة في البحث عن مكان تواجد الخبز قد تقف ساعات طويلة دون فائدة فلا تحصل على ربطة خبز مع توقف عمل الفرن».. يضاف إلى ذلك نقص المواد الاستهلاكية والغذائية، ويمكن القول إن المواد الأساسية أصبحت نادرة في دمشق فالغاز مفقود وجرة الغاز إن وجدت في السوق السوداء فهي بخمس أضعاف سعرها أحياناً، وغير ممتلئة بالكامل..

ومن جهته صرح رئيس الوزراء رياض حجاب بالقول: «إن أزمة الغاز في سورية يمكن حلها إذ يمكن للمعنيين توفر مائتين وعشرين ألف أسطوانة، أي بزيادة مئة ألف عن حاجة السوق ولكن المشكلة تكمن في التوزيع..»، وحتى تحل هذه المشكلة تبقى أسطوانة الغاز تباع بما يقارب خمسة أضعاف سعرها الرسمي بالإضافة إلى صعوبة الحصول على المحروقات وارتفاع سعرها وغياب البنزين والمازوت عن الأسواق  في ظل الضغوطات الحالية والظروف الصعبة يبقى المواطن يصارع فيها الأزمات بحثاً عن الحلول التي تبدو صعبة و بعيدة المنال.