مشفى الكلية.. على نهج مشفى العيون
ثمة مؤشرات كثيرة توحي بأن إدارة مشفى الكلية بدمشق كأنها تسعى إلى التضييق على الكوادر النظيفة والكفوءة في المشفى بغاية تطفيشها..
ورغم أن الكثير من هذه الممارسات كان موجوداً وبأشكال متعددة منذ وقت ليس بالقصير، إلا أن معطيات اليوم تؤكد أنها ازدادت بشدة في الآونة الأخيرة، والغريب أن ذلك يأتي متزامناً مع هبوب رياح تحول المشفى إلى هيئة عامة.
من هذه الممارسات على سبيل المثال لا الحصر.. توجيه عقوبة تنبيه لأحد الأطباء، وهو رئيس قسم الزرع بحجة مواضيع تتعلق بالتوقيع على دفتر الدوام، مع العلم أن هذا الطبيب تم في عهده، أي خلال التسعة شهور الماضية، إجراء أكثر من 70 عملية زرع تحت إشرافه المباشر.
وكمثال آخر يمكن أن نسوقه في إطار الممارسات غير المبررة، قامت مسؤولة رفيعة بالمشفى منذ يومين، بتوجيه كلام غير لائق لأحد الأطباء الأكفاء والشرفاء على الملأ.. مؤكدة له على سبيل الوعيد أنه سيأتي يوم سيقع فيه هو وزميل له في قبضتها.. علماً أن كليهما شريف ولكنهما لا يروقان لها..
والسؤال، ما هي المآرب الخفية التي تتوارى خلف هذه الممارسات؟ هل الغاية إعاقة تطوير العمل في المشفى وسيره بالاتجاه الصحيح، أم أن الغاية القيام بكل ما يمكن من إزعاجات لـ«تطفيش» «الأوادم» خارج المشافي الحكومية، وتجهيزها بأمزجة وعقليات جديدة تتناسب ورياح المرحلة الليبرالية الحديدة، أم لعل الغاية تنظيف الساحة من جميع أصحاب الكف النظيفة ليخلو الجو للفاسدين فيعيثون فساداً كيفما يشاؤون، ومتى يشاؤون؟؟؟
اللافت للنظر أن الممارسات هذه تشابه مثيلتها في مشفى العيون، وفي تقاطعات وتناسلات إدارية متشابهة معها لدرجة التطابق، فهل يمكن الاستنتاج إذاً أن هناك أصابع خفية منظمة، تفعل ذلك عن سبق إصرار وتخطيط ممنهج، وأن الإدارتين تنسقان مع بعضهما بشكل يومي؟؟
وللعلم فإن إدارة مشفى العيون كانت قد أعفت منذ نحو عام ونصف رئيس قسم الداخلية من منصبه، وعينت بديلاً عنه، فقط لأنه اعترض على عقوبة اتخذتها بحق الأطباء المقيمين دون استشارته..
ألم تكتمل الصورة.. أم هي مجرد مصادفة، وسلوك الفاسدين هو ذاته في جميع المؤسسات والقطاعات؟؟