وباء (التهاب الملتحمة) يضرب محافظة طرطوس
محمد سلوم محمد سلوم

وباء (التهاب الملتحمة) يضرب محافظة طرطوس

يسود في محافظة طرطوس منذ أكثر من شهر وباء (التهاب الملتحمة)، وخاصة في القرى المحاذية للحدود اللبنانية السورية..

الوباء قدم من جهة لبنان، وتفشّى بسرعة كبيرة، وراح ينتقل من قرية إلى أخرى مصيباً كل القرى تقريباً دون أن يستثني أياً من سكانها، مما يجبر المصاب على الجلوس في البيت أو تغطية عينيه بنظارات شمسية لتجنب تفاقم الإصابة وإخفاء التقرحات التي تصيب الجفنين والعينين.

ومما يزيد الأمر سوءاً، ويفاقم الشعور بالخوف لدى الناس، غياب أي توجيه إعلامي أو إعلاني أو تحرك أي من الجهات الصحية الرسمية أو غيرها.. لشرح طبيعة هذا الوباء للمواطنين وإيضاح طرق الوقاية وكيفية علاجه.

لقد خلخل هذا الوافد غير المرحب به العلاقات الاجتماعية بين الأهل والقرى، وأصبح الناس يتخوفون من مصافحة بعضهم بعضاً، أو الدخول إلى بيت المصاب أو حتى الدخول إلى القرى المصابة.

رأي ذوي الاختصاص..

أجاب طبيب العيون د. محمد الحاج صالح عن هواجس وأسئلة قاسيون حول هذا الوباء، موضحاً نوعية المرض وكيفية معالجته فقال: «هذه الوافدة الجديدة تسمى الرماد أو (التهاب الملتحمة)، ويرجح أن تكون من منشأ فيروسي بسبب الانتشار الواسع والسريع إلى الحد (الوبائي). ونتيجة للشكل الذي يأخذه هذا المرض بوجود نزوف تحت الملتحمة، يرجح أنه مترافق مع التهاب ملتحمة ميكروبي بالجراثيم المدعوة بالعقديات الحالّة للدم. وخطورة هذه الفيروسات أنها تنتقل بالهواء، وهذا ما يجعل الأشخاص الذين يعيشون في أماكن مزدحمة أكثر عرضة للإصابة. وتنتشر الميكروبات المرافقة كالجراثيم العقدية عن طريق (التماس المباشر) كالمصافحة أو العناق، وأيضاً عبر استخدام الوسائد أو المناشف في العائلة أو في أماكن التجمع، وهذا ما يفسر انتشاره وإصابته أفراد العائلة». وعند سؤالنا عن الوقاية والعلاج، وهل يترك آثاراً جانبية؟ أجاب د. الحاج صالح: «النظافة أهم وقاية، فالفيروسات ستستمر من أسبوع إلى 10 أيام كمرحلة حضانة، ولا يعطى دواء لها، لكن العلاج يوصف للوقاية من الميكروبات الثانوية المرافقة لها، ورغم الشكل المخيف والمقلق للعين المصابة، لكن لم نر أية مشكلات بعد شفاء الالتهاب، واللون الأحمر الذي يطغى على العينين بعد فترة من الشفاء يزول ولن يكون بعد ذلك معدياً.

رأي الجهات الرسمية..

مسؤولة في قسم الأمراض السارية في مديرية الصحة، قالت في اتصال هاتفي إنها وزعت معلومات للتوعية على الدوائر العامة للوقاية من هذا المرض، أما دائرة الصحة المدرسية فقالت إن الإصابات دائمة لكن ما يطمئنها انه لا توجد آثار جانبية للمرض، وتقوم الصحة المدرسية بوزارة التعليم العالي بسبر الوباء في المحافظة وستأخذ قرارات بناء على نتائج هذا السبر.

المدارس على الأبواب

لا نعرف بدقة ما الهدف من إخفاء مصائبنا؟ لو كانت الجهات الرسمية تتحرك بجدية دون أن تحدث ضجة لقلنا بان قلبها على اقتصاد البلد، وخاصة طرطوس كونها في موسم سياحي، أما أن تترك الأمور هكذا، فلا يفسر ذلك إلا استهتاراً  بصحة المواطنين. ومع فتح المدارس أبوابها يتحقق أهم عاملين في انتقال المرض، ألا وهما الملامسة، والأماكن المزدحمة، خاصة مع العدد الكبير في كل قاعة في معظم مدارسنا.

وما دامت النظافة أهم عوامل الوقاية، أتمنى أن تقوم الصحة المدرسية بزيارة المدارس للتأكد من وجود المياه والصنابير النظيفة، لترى بأم العين بأن أماكن النظافة والغسيل هي أهم العوامل لانتقال أوبئة أخرى قد تكون أكثر خطورة من الوافدة الجديدة.