بصريح العبارة

بصريح العبارة

في مثل هذه الأيام ومنذ عشرات العقود، كان الناس في دمشق ينطلقون إلى البساتين المحيطة بها  للترويح عن نفوسهم، يحملون طعامهم وشرابهم فيفترشون الأرض قرب الأنهار والجداول، وتملأ الأجواء زقزقات أطفالهم وهم يمرحون فرحين بأحضان الطبيعة الحنون 

وعند الظهيرة يتحلق الجميع لتناول الطعام ثم يستأنفون طقوس اللهو والفرح ليؤوبوا مساء إلى بيوتهم، وقد غسلوا عن نفوسهم هموم أيام كد وتعب. واليوم وبكل الأسف ليس كالبارحة ، فقد قتلت براثن النهب الكاسر الفرح في قلوبهم، ولم تبق لهم إلا المنغصات والمخاوف والآلام، فهل غريب إن هم جهروا في وجه ناهبيهم وظالميهم بما يغلي في صدورهم من غضب مشروع على النهب والناهبين وعلى الظلم والظالمين، على الفساد والفاسدين.

وعلى المتطرفين المتشددين مشعلي حرب العنف الموتور.. حرب الدم والخراب التي عصفت في مواقع شتى بأرض الوطن، وناءت بمرارتها غالبية الجماهير الشعبية التي بدأت اصطفافاً فرضه واقع الأزمة، إنه الاصطفاف الحقيقي، الاصطفاف الطبقي في  ساحة الوطن، بين جماهير الشعب المدافعة بشرف عن لقمتها وكرامتها وعن وطنها المهدد بوجوده وبين الفاسدين الناهبين الظالمين بشتى مواقعهم وارتباطاتهم، وكما علمنا الفكر العلمي الثوري ففي كل مجتمع طبقي أمتان «أمة الفقراء الكادحين المستضعفين وأمة المتسيدين الناهبين» والظفر لن يكون في النهاية إلا للمظلومين المقهورين. 

• مقهور