تأملات قصيرة جداً..
لماذا يضعوننا أمام خيارين: أما تكون مع النظام، أو مع المعارضة على شاكلة المجلس الوطني؟ أليس هناك خيار وطني ثالث يمثّل «الحركة الشعبية»؟.
يجري الحديث عن الوقوف في المنطقة الرمادية، أو الوقوف بين الحق والباطل، فهل يقودنا هذا إلى مفهوم «معارض _ نظام» الوهمي؟.
هل الأزمة أصبحت غير وطنية نتيجة قرارات الجامعة العربية، وتحديداً لأنها عتبة للتدويل الخارجي؟.
استخدام العنف الذي يحرج الوطنيين ويدفعهم إلى قبول الاحتمال الأسوأ.. التمهيد لفكرة إرسال مراقبين دوليين لكشف الحقائق.. تركيا تتحين قراراً عربياً جدياً كي تفرض وصايتها على شمال سورية، ذي الغالبية الكردية، لتهيمن عليه بحجة الدفاع عن المدنيين.. الاستقواء على الشعب بدلاً من تحقيق مطالبه والتكتم على عدد المعتقلين وعدم بيان مصيرهم.. ألا يشكل كل ذلك بيئة حاضنة للمسلحين وخدمة مجانية لقوى صاحبة الأجندات والفكر الطائفي؟.
أم أن المتعهدين الجدد الذين يريدون رأس سورية عبر ترويجهم لفكرة أنهم يريدون رأس النظام، وذلك دون الاكتراث بالتغيير الحقيقي؟ وإنما قصدهم هو الاستحواذ على السلطة (الغنيمة)، فامتطوا لتحقيق ذلك عربة الاحتجاجات الشعبية والتلاعب بمصيرها!.
اذكر لكم هذا المثل القديم:
تزوج رجل بامرأتين تعلق قلبه بكليهما، إحداهما اسمها «حانا» والثانية اسمها «مانا»، كانت حانا صغيرة السن بخلاف مانا التي فاق عمرها الخمسين عاماً، وملأ الشيب رأسها.. كلما دخل الرجل إلى غرفة حانا تنظر إلى لحيته وتنزع منها كل شعرة بيضاء، وتقول: يصعب عليّ عندما أرى الشعر الشائب يلعب بهذه اللحية الجميلة وأنت مازالت شاباً.. وعندما يدخل الرجل إلى غرفة مانا تمسك لحيته هي الأخرى وتنزع منها الشعر الأسود وهي تقول: يزعجني أن أرى شعراً أسودَ بلحيتك وأنت رجل كبير السن جليل القدر!. ودامت حال الرجل هكذا إلى أن نُتفت لحيته، فقال المثل: بين حانا ومانا ضاعت لحانا!.
ونحن الآن هكذا.. تضيع لحانا رغم أن قلوبنا معلقة بالوطن سورية.. وفقط!