في أربعين الطبيب الإنسان.. الرفيق توفيق البطل
«الموت حق ولكن هناك أشخاصاً في حياتنا نتمنى لو أنهم عاشوا لفترة أطول ليس لأننا نحبهم وحسب، بل لأنهم كنز حقيقي يستمرون في العطاء دون أن ينتظروا أجراً أو مقابل»، بهذه الكلمات الصادقة نعاه أحد أصدقائه بعد وفاته بساعات، ووصفه محقّاً بالطبيب الإنسان، إنه الشيوعي توفيق البطل الذي شكلت سني حياته الخمس والستون تجسيداً حقيقياً للتفاعل بين الإنسانوالمناضل الجريء..
رحل الرفيق توفيق في الرابع من تشرين أول المنصرم، وحلت ذكرى «أربعينه» في 11 تشرين الثاني، وتوافد على مراسم الأربعين، كما مراسم الدفن، مئات من أصدقاء الطبيب الراحل ومرضاه الذين تطببوا على يديه مجاناً في معظم الأحيان.. فقد عرف عن الراحل جوده وكرمه وحبّه للخير ومساعدته للفقراء الذين توافدوا على عيادته طويلاً من كل حدب وصوب.. وعرفعنه أنه رفيق شيوعي شهم، محب للكفاح والعطاء والتنوير، وعرف بنضاله المستمر ضد الاستغلال والقيود التي تكبل حرية الإنسان ووعيه.
عرف بين رفاقه المقربين بـ«أبو صطيف»، وهو أب لولدين، خاض غمار العمل النقابي بالتوازي مع خوضه لعمله كطبيب عظمية، وحافظ على صلة طيبة بجميع الرفاق وزملاء المهنة في كل الظروف.
ومما جاء في كلمة عديله الفنان التشكيلي نبيل السمان خلال حفل التأبين (الأربعين)، الذي أقيم في كنيسة كيرلس بدمشق: «محظوظ من عرف توفيق البطل، ومحظوظ أكثر من أسعفه الزمن بأن يحتك به ويعايشه عن قرب، بلطفه ونقاء سريرته، سعة صدره، ونفاذ بصيرته، كان يمتلك حساً فريداً».
توفي الطبيب بتداعيات ذبحة قلبية حادة، له الرحمة ولأهله وأصدقائه ورفاقه الصبر والسلوان..