النبك ..بين المطرقة والسندان
منذ شهرين تقريباً ولا تزال الطرق المؤدية إلى داخل مدينة النبك والمحاذية للطريق الدولي (دمشق– حمص) مغلقة، باستثناء مدخل وحيد يستعمله السكان والقادمون إلى مدينة النبك، وهو الواقع مباشرة مقابل ما يعرف بـ «الثكنة»
حيث يوجد على هذا المدخل حاجز أمني، يدقق في هويات الداخلين والخارجين من النبك مع تفتيش بسيط لبعض السيارات وأيضاً يتم الطلب من قبلهم لفواتير دفع الماء والكهرباء وذلك لمعرفة أهل النبك وتمييزهم عن غيرهم.
وهذا هو الطريق الوحيد المسموح والمفتوح حالياً للدخول والخروج من المدينة باعتبار أن الطرق الخمسة الأخرى مغلقة بالحواجز الأسمنتية وتلال التراب، والمفارقة أن مدة الدخول والخروج محددة فقط من الساعة السادسة صباحاً وحتى السادسة مساءً، وخارج هذه الأوقات تكون الطرق مغلقة.
وحتى خلال فترة الدخول والخروج من النبك يكون لعناصر الحاجز حرية الاختيار والانتقاء لمن يحق لهم استعمال الطريق، والأنكى من ذلك على صعيد الخدمات وتأمين المواد الأولية للمدينة، يقوم الحاجز بمنع كل السيارات المحملة بأسطوانات الغاز القادمة إلى النبك من الدخول، وأيضاً صهاريج المازوت والبنزين ممنوعة من دخول المدينة، وأيضاً بعض المواد الغذائية، نتج عن ذلك نقص حاد في بعض المواد الأساسية للسكان، وقدّم هذا الواقع فرصة ذهبية رائعة لتجار الأزمة ليقوموا برفع الأسعار والاحتكار وطبعاً دون رقيب... لمصلحة من هذه الأعمال وهذا الحصار؟!!
واستثناء من ذلك، بعض النبكيين الذين إذا ابتسم لهم الحظ واستطاعوا الوصول إلى مول «الجامعة» في دير عطية فإنهم على الأرجح سيؤمّنون بعض حاجياتهم، مع احتمال، احتجازهم (اختطافهم) من حاجز الأمن الموجود أمام كازية الجلاب، لتتم فيما بعد صفقة المبادلة مع الكتائب المسلحة في النبك، التي تقوم بخطف المسافرين والعابرين للطريق الدولي باتجاه (أماكن محددة ومعينة) في سورية..!!
وعلى المقلب الآخر وبالتوازي تقوم بعض الكتائب المسلحة داخل النبك بعمليات الخطف للشبان من المدينة وتحت إشراف ما يسمى (المحكمة الثورية)... منهم لدفع الفدية ومنهم للحصول على معلومات تفترض الكتائب المسلحة أنها بحوزتهم ومنهم لمعاقبتهم على نشرهم آراءهم على صفحات الفيس بوك أو صوراً تعبّر عن رأي لا يعجب الكتائب المسلحة..!!، و هذا عدا عن التواجد الكثيف لسيارات المسلحين داخل شوارع النبك، التي تنشر الرعب والذعر و الخوف في نفس من تبقى داخل مدينة النبك بعد أن غادرها عدد ليس بالقليل من سكانها، وقد بدأ الاستياء العام من جميع أهالي النبك يظهر بشكل واضح تجاه هذه الكتائب المسلحة نتيجة أعمالها وتصرفاتها... ما فائدة هكذا أعمال ولمصلحة من؟!
وكل صباح يستيقظ الأهالي على أمل أن يسير يومهم بهدوء ويمر دون قصف ودون سماع أخبار عن إصابات، وأن يتم التوقيع على اتفاق الهدنة المنتظرة بين الطرفين ولكن......دون جدوى ودون أمل.