الشباب خارج «القفص الذهبي»: صامدون هنا!
درجت العادة لدى السوريين في العقود الأولى من القرن العشرين على تزويج أبنائهم في أعمار مبكرة، ففي حين كان عمر العشرين هو الأنسب للزواج بالنسبة للفتيان، كان عمر الرابعة عشرة هو الأنسب للفتيات بنظر الأهل، وطبقاً للعادات والتقاليد التي كانت سائدةً حينها. وبعد انتشار التعليم بين السوريين وانخفاض معدلات الأمية وتحسن الأوضاع المعيشية إلى حد ما خلال العقدين الأخيرين (تقريباً) من القرن الماضي، أخذت السن المثلى للزواج بالارتفاع تدريجياً حتى وصلت إلى حدود الثلاثين للذكور وتراوحت بين الثامنة عشرة والخامسة والعشرين للإناث.
لكن، ولأسباب بعيدة عن التطور، أو تعارضها، أخذت سن الزواج لدى السوريين ترتفع تدريجياً منذ بداية القرن الحادي والعشرين بالتزامن مع ازدياد سوء الأوضاع المعيشية وانخفاض الدخول الحقيقية لمعظم الشباب ما لم يكن القول كلهم. وبدأت بالتالي ظاهرة جديدة بوسم ملامح المجتمع السوري الشاب، حيث أصبح العزوف عن الزواج هو الحل الأفضل لغير القادرين على تأمين الحد الأدنى المطلوب من الدخل والقدرات المادية للدخول إلى القفص الذهبي.. وفي هذا السياق يأتي ملف «قاسيون» لهذا العدد.