احترام كرامة المواطن وحريته... ضرورة وطنية!
معالانتشارالكثيفللحواجزالأمنيةفيالمحافظاتوالمدنالسورية،والتيأصبحتمشهداًروتينياًفيالشوارعوعلىالطرقاتوالمداخلالرئيسيةللكثيرمنالمدنوالبلداتفيالبلاد،فأدتإلىصعوبةتواصلساكنيهاوتقطيعأوصالهاأحياناًومداهمةبعضالدورالسكنيةفيهاوتضييقالخناقعلىأهلها،وباتلزاماًعلىكلمواطنأنيتفقدهويتهقبلالخروجمنالمنزلوإلاقديتعرضللمساءلةوالاعتقالالتعسفيفيوقتأصبحالتنقلفيهمنمكانإلىآخرأمراًيتطلبجرأةوثباتاًوحساباتمدروسةبشكلجيدمسبقاً.
حواجزالرعب
فيمشغلهالصغير،يقولالنجار (س.ص) المقيمفيضواحيريفدمشق: «صدقنيلمأغادرالبلدةمنذحواليخمسةأشهرخوفاًمنهذهالحواجز،وأعملدائماًعلىتجنبالمرورمنأمامها،وكيأصلمساءًإلىالبيتاختارالأزقةوالحاراتالجانبية.. معالعلمأنيلمارتكبأيذنبأوخطيئة،ولمأخرجحتىفيمظاهرة،لكنفيكثيرمنالحالاتيحصلعدمالتمييزبين «المذنب» والبريء،ومنالمؤكدأنكفيحالتعرضكلإحدىهذهالحالاتستكونبلاحولولاقوة،وغالباًستلقىالكثيرمنالمذلةوالإهانةحتىيصدرالعفوبحقك».
حواجزلاتوفرالأمن!
منجانبهيقولالإعلامي (ه.و) الذيالتقته «قاسيون»: « إنتسميةالحواجزالأمنيةلاتتناسبمطلقاًمعبعضهذهالحواجز،وكانمنالأفضلأنيطلقعليهااسمالحواجزاللاأمنيةأوالمخيفةأوالمرعبة،إنالأسلوبالذييتعاطىفيهبعضرجالالأمنمعالناسلدىتدقيقبطاقاتهمالشخصيةكثيرامايخرجعنالاحتراموالتعاملالإنسانيوأغلبمايتسمبهسلوكهمهوإهانةالناسوإذلالهمدونمراعاةالسنأوالجنسفيمعظمالأحيان»!.
حواجزعشوائية
تمنشروتوزيعالحواجزالأمنيةفيالكثيرمنالمناطق،وذلكتبعاًلشدةالمظاهراتوالحراكالشعبيفيتلكالمناطق. فمعتوسعالاحتجاجاتوانتشارهاوالاعتمادعلىالأسلوبالأمنيبشكلتام،وتشديدالقبضةالأمنيةعلىكافةالمدن،ومروراًبالعملعلىفصلالمدنوالشوارع،وليسانتهاءًبتقطيعأجزاءالأحياءوتحويلهاإلىمربعاتصغيرةكييصعبالتواصلوالتلاقيبينالأهاليأثناءالتظاهرات.
للحواجزأنواع
الحواجزالأمنيةظهرتفيمحافظةدرعامنذشهرنيسانمنالعامالماضي،وهيعلىنوعين: حواجزأمنيةثابتة،وحواجزطيارة،ويشبههاالحاجزالذييشاهدهالمقيمونفيدمشقعندجسرالزبلطانيالأولفيالطريقالمؤديإلىالغوطةالشرقية،وغالباًماتتواجدالحواجزالطيارةفيحالاتالطوارئوالمظاهراتوأيامالجمع.
تضييقالخناقعلىالناس
منالمؤكدومعاعتمادالحلالأمنيالصرف،أنانتشارالحواجزالأمنيةفيالطرقاتوالشوارعسيبقىويتواصل،ولعلمنأبرزالمشكلاتالتيتخلقهاهذهالحواجزإعاقةحركةالمروروتأخيرالمواطنينعنوظائفهمومشاغلهموأعمالهم،فضلاًعنإعاقةحالاتالطوارئوسياراتالإسعاففيكثيرمنالأحيان،كماجرىأكثرمنمرةعندحاجزجسرالكباسفيالطريقالمؤديإلىالغوطةالشرقية (عينترما،كفربطنا،سقبا،حمورية،جسرين)،حيثغالباًماتضطرالميكروباصاتوالسياراتللوقوفربعساعةأونصفساعةبسببالازدحام،وهومازادمنصعوبةالتنقلفالطريقالتييحتاجقطعهانصفساعةأصبحيحتاجإلىساعةونصفبسببهذهالحواجز،وفيالطريقالموصلمنالغوطةالشرقيةإلىدمشقمثلاًهناكأكثرمنعشرةحواجز،وعندحاجزالدباغاتوحدهقدتقفلمدةنصفساعةوأكثر،أيالمدةالتييستغرقهاوصولالسرفيسمنمكانالانطلاقإلىنهايةالخطتقريباً،ناهيكعنباقيالحواجز،مايجعلالناستعتمدأسلوبالدخولبينالأزقةوالحاراتوهذابدورهيجعلالطريقطويلاًبالفعل.
يقولالطالب (م.ر): «إنهذهالإجراءاتالقاسية،تسببتأخيرنانحنطلابالجامعاتعنكلياتنا،كماتؤخرالموظفينوالعمال،فامتدادأرتالالسياراتيصلفيبعضالأحيانلمسافةبعيدة.. ومنالمعروفأنالحواجزالأمنيةلامبررلمعظمها،حيثأنهاكثيرةجداًفيبعضالمناطق،ويكادلايبعدواحدهاعنالآخرأكثرمنمئةمتر،مايدفعللظنبأنالهدفالرئيسيمنهاهوالتضييقعلىالناس،خاصةًوأنهاموجودةأحياناًفيمناطقومدنلميخرجسكانهافيأيةمظاهرات،كمافيمنطقة (صيدنايا)،ومعذلكنجدهميقومونبتدقيقالبطاقاتالشخصيةونبشالأغراضالخاصةبالركابلأكثرمنمرةفياليومالواحد،بحجةالمحافظةعلىالأمنوالبحثعنالمندسينوالمخربين،وكأنجميعأفرادالشعبقدتحولواإلىإرهابيينومتآمرين».
ليومالجمعةخصوصية
الانتشارالأمنييكونمكثفاًجداًأيامالجُمع،ويسجلذلكفيمعظمالمناطق،وقواتالأمنتكونبأعدادمضاعفةعندمعظمالحواجز،وتكونالكثيرمنمداخلالمدنوالطرقاتمغلقةبسببهذهالحواجز.
يقول (ر.س)،وهوشابمنكفربطنا: «فييومالجمعةيتمعزلكاملللريفعنالمدينة،حيثتمنعجميعالميكروباصاتمنتجاوزالحاجزالموجودفيالدباغاتعندجسرالكباس،إضافةإلىالتفتيشالدقيقللسياراتالخاصةهناك.. إنهمبممارساتهمهذهلايساعدونعلىترسيخالأمن،لأنهميعملونعلىمنعحافلاتالنقلالعامالقادمةمنالريفمندخولدمشقويجبرونالأهاليعلىالنزولعندالكباسومتابعةطريقهمسيراًعلىالأقدامحتىمنطقةالزبلطاني».
أعمالاستفزازية
لاشكأنالقمعالمفرطيعدمنالسماتالطاغيةعلىطريقةتعاملبعضرجالالأمنالمشرفينعلىهذهالحواجزمعالأهالي،وفيأبسطالأحواليقومونبإهانتهمويعملونعلىالتفتيشالدائمللشبابوالسياراتويقومونبضربالمواطنينوالاعتداءعليهمفيبعضالأحيان،ناهيكعنملاحقتهملطلابالمدارسفيحالفكروابالخروجبمظاهرة،بالإضافةإلىانتشارهمبكثافةوتجولهمفيأرجاءالبلداتمعمنعهمالأهاليمنالتجوالليلاًفيمعظمالأوقات،يضافإلىذلكقيامبعضهمباعتلاءأسطحةالأبنيةفيحينتتمركزالأسلحةالثقيلةإلىجانبأغلبهذهالحواجز،مثلحاجزالبلديةوالثانويةفيبلدةكفربطنا، وقدعملتهذهالحواجزفيفترةمنالفتراتعلىإغلاقالمتاجروالمحلاتالتجارية،ومنعتدخولالموادالغذائيةإليها،حتىالصيدلياتلمتسلممنها،ومشفىالفاتحبكفربطناخسرمعظمأجزائهوأقسامه،وخصوصاًمبنىالجراحةوالإسعاف،وتمإغلاقالمشفىفيفترةمنالفتراتبسببأعمالالصيانةالتييرادمنهارفعآثارالتخريبالتيتسبببهارجالالأمنفيكثيرمنالأحيان.
ناهيكعنإطلاقعناصرالأمنالمرابطينعلىالحواجزالرصاصلتفريقالمظاهراتالسلميةوجنازاتالتشييعفيبعضالأحيان،ويضافإلىذلكأعمالالاعتداءوالمداهماتعلىالمنازلواعتقالالشبابأحياناًبشكلعشوائي.
يقولأحدالشبابفيقريةكفربطنا: «هناكالبعضمنالحواجز،وخصوصاًالموجودعندمنطقةالثانوية،يتعاملمعالناسبعدوانيةشديدة،وكأنجميعالناسخرجوافيالمظاهرات،فهميضربونالجميعبعنفوقسوة،ويقتحمونجميعالبيوتدوناكتراثبحرماتها».
الاعتداءعلىالممتلكات
كثيراًماكانتتتعرضالمحلاتوأماكنالبيعالتجاريللخلعوالسرقةمنبعضرجالالأمنغيرالمنضبطينالذينيتركونحواجزهمويسيرونفيدورياتأحياناً،وحسبشهادةالعديدمنأبناءالغوطةالشرقية،ولاأحديحاسبهؤلاءورغمأنكلالدلائلوالمعطياتتشيرإلىتورطهمببعضالعملياتالمشابهة،هذابغضّالنظرعلىأنرجالالحواجزالأمنيةفيالفترةالأخيرةأصبحوايستوقفونالناسفيمنطقةالغوطةالشرقيةويحاولونتخويفهموإرهابهموابتزازهمأحيانا،وهذامايؤكدهكثيرونمنسكانالمنطقة.
ولـلمسلحينحواجزهم!
لقدقاممايسمىبـ«الجيشالحر» أيضاًبنشرحواجزأمنيةوعشوائيةبالمناطقالسكانيةفيبعضالمدنوالبلداتوعلىبعضالطرق،غيرمكترثبالناسوالأبرياءوكبارالسن،ويمارسغالباًسلوكالعصاباتالإرهابيةوالمجرمين،حيثنشرالشعاراتالمعاديةللنظاموفرضعلىأصحابالمحلاتإغلاقهافرضاًللإضرابفيكثيرمنالأحيان،وشجعكذلكعلىحملالسلاحوقامبإحراقالحاوياتوسلبونهبالبيوتوسرقالسياراتالخاصةبالمؤيدين،وضربكلالأشخاصبمنفيهمالداعمينلهمنسكانالمنطقةدوناكتراث،ونشرالترهيبوأشاعفكرةزوالالأمانمعبقاءالنظام..
وهذاأعطىالمبررلتأكيدفكرةالعصاباتالمسلحة،وتعميمالقمعالأمنيدونالتفريقبينالمتظاهرالسلميوحتىالمواطنالعاديوبينهؤلاء،وهذهالممارساتكانتحجةلأجهزةالأمناقتحامالمدن،وتوزيعالحواجزالأمنيةعلىمساحاتواسعةمنالأراضي،ومنحهذهالحواجزالضوءالأخضرلاعتقالالناسوإخضاعهم.
البساتينساحةللقتال
معتواجدالمسلحينفيبعضالأحيانفيبساتينالغوطةالشرقية،غالباًماتتحولهذهالبساتينفيمناطق (المليحة،جسرين،كفربطنا) إلىمسرحلعملياتالقتالالمستمربينالأمنوهؤلاءالمسلحين،فيستمرإطلاقالنارطوالالليلأحياناًإضافةإلىتنفيذالأمنلحملاتمداهمةواسعة،فيتمالخلطبينالصالحوالطالح،وبينالمذنبوالبريء،وذلكأثناءمحاولاترجالالأمنالقضاءعلىالعناصرالمسلحةوالحراكالشعبيومحاولةاجتثاثهمامنجذورهمادونتفريق.
باختصار
إنالحلالأمنيالصرف،وانتشارالحواجزالأمنيةفيالمدنالسورية،لايبدوالحلالأمثلللأزمةالمستعصيةوالجاثمةعلىعقولوقلوبالسوريينمنذأكثرمنسنة،ولاهوبطبيعةالحالالحلالأمثللتحقيقالعدلوالمساواةبينالمواطنين،إذأنتحقيقهذينالهدفينلايتمعبراستماعالناسباستمرارإلىأزيزالرصاص،وسوريةبحاجةإلىكلأبنائهاالمخلصينفيمختلفالمواقع.. لذلكفإنالحللايأتيبالاعتمادعلىالحواجزوملحقاتها،وإنمايجباعتمادالحلولالسياسيةالهادئةوعدمالاعتمادعلىالحلولالأمنيةإلامعبعضالمسلحينالمشبوهين،ولابدمناللجوءإلىالحلولالديمقراطيةبعيداًعنسفكالمزيدمنالدماء،فكلمواطنيتأذىأويدفعحياتهفيهذهالأيامهوأولاًوأخيراًمنأبناءسوريةالتييجبأنتكونأولاًوفوقالجميع.