مدينة السلمية.. لا بدّ من المحاسبة!!

مدينة السلمية.. لا بدّ من المحاسبة!!

في السلمية ومنذ أكثر من عام توقفت المظاهرات السلمية التي كانت تخرج بشكل شبه يومي تطالب بإصلاحات ديمقراطية وتدعو إلى الحريات العامة وذلك بعد حملة اعتقالات واسعة، ورغم أنه لا وجود لما يسمى «جبهة النصرة» أو «داعش» أو فصائل مسلحة أصولية، إلا أن المدينة ومنذ أكثر من عامين تعيش مأساة حقيقية

وتتمثل هذه المعاناة في الخطف وطلب الفدية والقتل والحجز والاعتقال وإطلاق العيارات النارية من مختلف الأسلحة، حيث تجوب شوارع المدينة على مرأى ومسمع الجميع سيارات رباعية الدفع تحمل مسلحين وتنشر الرعب في أحياء المدينة بكاملها، ويرافق كل ذلك قطع الاتصالات يومياً ولساعات طويلة إضافة إلى قطع التيار الكهربائي والمياه عن المدينة ولأشهر عديدة.

سيارات الموت تجوب المدينة!

تسود في المدينة أجواء رعب حقيقي، وخصوصاً في الليل تبدو كمدينة أشباح إلا من سيارات «مفيمة» تجوب أرجاءها.
في بداية شهر شباط الحالي وجد في بناء مهجور جثة لشاب من آل «حمود» كان قد خطف قبل أكثر من شهر.. طلب الخاطفون بداية الأمر فدية بقيمة 600 ألف ل.س وقد اضطر أهل الفقيد للاستدانة لدفع مبلغ الفدية للخاطفين، وبعد يومين من وضع المبلغ وجد مقتولاً وآثار التعذيب واضحة على جسده. وبعد ثلاثة أيام توقفت سيارة أمام محل لبيع الموبايلات يملكه شاب من آل «القصير»، حيث طلب سائق السيارة إعادة موبايل كان قد اشتراه قبل عشرة أيام ورفض صاحب المحل إعادته بسبب طول الفترة الزمنية، فما كان من السائق إلا أن سحب سلاحه الحربي وأطلق النار وحطم كل محتويات المحل وأصيب صاحبه بجروح بليغة.

الاعتصام السلمي  يطاله الرصاص

في اليوم التالي اتخذ قرار من قبل شعبة حزب «البعث» وفعاليات اجتماعية بالدعوة إلى اعتصام سلمي وسط المدينة تنديداً بالممارسات التي تجري في البلدة مع التأكيد على أن يكون اعتصاماً لعائلات السلمية دون مشاركة القوى السياسية المعارضة وقد جرى هذا الاعتصام بالفعل وأطلقت شعارات تطالب بإخراج العناصر المسلحة من البلدة.. كانت النتيجة أن جوبه المتظاهرون بإطلاق نار كثيف من مختلف صنوف الأسلحة من عناصر معروفة وغير معروفة وعاشت المدينة رعباً لا سابق له..
وفي اليوم الثاني شكل وفد من شعبة الحزب وفعاليات في المدينة وتوجهوا إلى دمشق للقاء أصحاب القرار، وبعد يوم من رجوع الوفد من دمشق انتشرت الأجهزة الرسمية المختصة في أسواق المدينة، وتمت مصادرة بعض السيارات «المفيمة» ومصادرة أسلحة أشخاص يجوبون المدينة بأسلحتهم وهم بلباس مدني، وتم إرجاع التيار الكهربائي وتوقف إطلاق النار العبثي.

استجابة غير مكتملة..

وفي هذا السياق عقد اجتماع في البلدة مع الفعاليات المختلفة بحضور محافظ حماة وأكد المحافظ على وضع حد لمن يسيء بعد أن عاثت تلك «العصابات الخفية» في المدينة الخطف والقتل والرعب.
ارتياح عام في البلدة بعد تجاوب الجهات المسؤولة مع مطالب سكان السلمية ويأمل سكان البلدة إطلاق سراح المعتقلين والكشف عن الجهات التي مارست الخطف والقتل ومحاسبتهم. وهذا ما لم يتم حتى الآن.