من الأرشيف العمالي: أحقاد قوى السوق والسوء
ها نحن ندخل الدورة النقابية الرابعة والعشرين، وهناك خارج هذا المكان من يراهن على وحدة الطبقة العاملة السورية ومن يراهن أيضاً على وحدة حركتنا النقابية.
فإذا تغيرت الظروف الموضوعية على المستوى العالمي، وظن منسقو ما يسمى بالنظام العالمي الجديد أنهم انتصروا وأحكموا قبضتهم على مقدرات الشعوب وفقاً لمصالحهم وخدمة لسياساتهم العدوانية التي تتناقض بشكل مباشر مع مصالح شعوب الأرض قاطبةً، لأنهم نسوا أو تناسوا أن المعركة مع الشعوب معركة خاسرة، فالحضارة البشرية أمام مفترق طرق، فإما أن تنتصر الشعوب، أو تفنى الحضارة البشرية نتيجة للسياسة الأمريكية القذرة الرعناء والتي تحاول من خلالها ضرب الشعب العراقي بدون مبرر.
وها نحن نتعلم اليوم درساً جديداً من الطفل الفلسطيني الذي يقاوم بالحجر الكيان الصهيوني النازي المغتصب دفاعاً عن تراب فلسطين الغالية ومدرك بوعيه أنه لا يوجد سوى ثقافة المقاومة والاستشهاد كسلاح عملي بوجه ثقافة الأزمة والهزيمة التي يمثلها الكثير من الحكام العرب الذين يساومون على كرامة شعوبهم من أجل الحفاظ على مصالحهم وثرواتهم.
إن الطبقة العاملة وحركتها النقابية تدرك اليوم أن الحفاظ على الاستقلال الوطني يمر عبر بوابة الاقتصاد فالإصلاح الاقتصادي غدا ضرورة ملحة لتأمين مقومات الصمود والتطوير والتحديث.
ولهذا فدور الحركة النقابية ليس هامشياً كما يتصور البعض، بل هو أساسي وعليه يقع الكثير وهناك سؤال يطرح نفسه علينا اليوم:
لماذا هذا الحقد على الحركة النقابية من ممثلي قوى السوق والسوء؟ وهذا سؤال مشروع يجب أن نجيب عنه بكل صراحة وقوة: لأن هذه الحركة لعبت دوراً هاماً ومشرفاً ليس على الصعيد الوطني فحسب بل على الصعيد العربي والعالمي لحشد كل الطاقات للوقوف بوجه مفرزات العولمة واقتصاد السوق، وتمسكت بالإنتاج الوطني وعموده الفقري القطاع العام وربطت بين الدور الاجتماعي والدور الاقصادي للدولة وطالبت بربط الحد الأدنى للأجور بالحد الأدنى للمعيشة وربط الأجور بالأسعار.
قاسيون العدد /184/ تشرين الأول 2002