النتائج تثير الشكوك حول «المصداقية» تلاعب سيجر «الويلات» على البناء المعماري السوري

النتائج تثير الشكوك حول «المصداقية» تلاعب سيجر «الويلات» على البناء المعماري السوري

اتهم خريجون من كلية الهندسة المعمارية بجامعة دمشق، كليتهم بالتورط بعملية «تلاعب» في نتائج امتحان القبول بقيد الماجستير الأخير، حيث وجد الطلاب المشتكون أن «بعض اللوحات التي تم عرضها في بهو الكلية على أنها ناجحة وحصلت على أعلى العلامات، لا تستحق ذلك» وقالوا إن «المحسوبيات والواسطة تحكمت بلجنة التحكيم ما أدى إلى هذه النتائج»

وبحسب شكاوى الطلاب التي وردت إلى صحيفة «قاسيون» فإن «نتائج امتحان القبول المعياري لقيد الماجستير في الكلية أثارت الشكوك حول مصداقية التصحيح  لوجود تصاميم غير جدّية ولا ترقى للهندسة حتى، إلا أنها نجحت وحصلت على أعلى الدرجات».

وتابعوا «هناك تفاوت كبير بين الدرجة التي حصل عليها بعض الخريجين المتقدمين إلى امتحان القبول لقيد الماجستير وبين المجهود المبذول على التصاميم التي عرضت في بهو الكلية ، فبعض اللوحات كانت فارغة بنسبة 72%، وبعضها الآخر لا يرقى لمستوى مهندس خريج، وهذا الموضوع كان واضحاً بالنسبة لطلاب الهندسة المعمارية الذين درسوا معايير التقييم في الكلية، فكيف تتغاضى عنها لجنة التحكيم وعمادة الكلية؟».

المماطلة والتأخير؟!

ونقل الخريجون المشتكون على لسان أحد أساتذة الكلية دون ذكر اسمه، قوله بأن «الأسماء كانت معروفة ومكشوفة خلال الامتحان وهذا مخالف لقوانين الامتحانات في الجامعات السورية كافةً» مشيرين إلى أنه «هناك أمور أخرى غير واضحة حصلت في الامتحان، وهي المماطلة والتأخير بإصدار النتائج فبعد أربعة أشهر من التقدم إلى المفاضلة الأولى، طلب من الطلاب إعادة تقديم المفاضلة مرة أخرى لسبب مجهول».

وتابع الطلاب إن «تقديم طلبات المفاضلة مازال مفتوحاً حتى اليوم، ما يعتبر تأخيراً كبيراً مقارنةً بباقي الجامعات السورية التي أنهى طلاب الماجستير فيها الفصل الأول».

وأنشأ المشتكون صفحات على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك»، وعرضوا عليها التصاميم الناجحة وقارنوها مع تصاميم وأعمال أخرى حصلت على الدرجة ذاتها أو درجة أقل.

إعادة الإعمار في خطر!

وتعتبر مهنة الهندسة المعمارية من المهن الحساسة كونها تمس بشكل مباشر قطاع العمارة في البلاد، إلا أن «التلاعب بالنتائج ودخول المحسوبيات فيها قد يهدد مرحلة إعادة الإعمار القادمة ويجر الويلات على البناء المعماري السوري" بحسب الخريجين المشتكين ، الذين أضافوا قائلين إن «المحسوبيات والواسطة كانت موجودة في كلية هندسة العمارة سابقاً وماحدث في امتحان الماجستير هذا العام لم يكن القضية الأولى بهذا الصدد».

ومن جهة أخرى، كان لعمادة كلية الهندسة المعمارية بجامعة دمشق عدة نقاط تثبت من وجهة نظرها أن «تقييم امتحان  القبول في الماجستير كان حرفياً ومعيارياً جداً وأن النتائج كانت عادلة» بحسب وصفها، وعلى ذلك قال عميد كلية الهندسة المعمارية بجامعة دمشق محمد يسار عابدين في اتصال هاتفي مع إحدى الإذاعات العاملة في سورية ، إن «الامتحان الذي تم هذا العام كان امتحاناً وطنياً لكل طلاب هندسة العمارة في الجامعات الخاصة والحكومية، ولكن لضيق الوقت تم اعتبار الامتحان ذاته كامتحان للتقدم لدراسة الماجستير» ، أما بالنسبة لشكاوى الطلاب التي وردت حول وجود «واسطة» أو محسوبيات في عملية التصحيح لبعض اللوحات التي قدمت في الامتحان قال عابدين إن «ظاهرة عدم رضا الطلاب هي ظاهرة دائمة نعاني منها في كل عام».

للكلية نظرة أخرى..

وتابع عميد الكلية أن «مركز القياس والتقويم قد وضع لجنتين للتقييم، الأولى اختارت الأسئلة والثانية حكّمت اللوحات، وفي كلتا اللجنتين تم اختيار الأعضاء بطريقة مدروسة بدقة وعناية، كما أن هذه اللجان تتغير سنويأ وهي مراقبة ويتم الإشراف على أدائها من مركز القياس والتقويم الذي يعتبر المسؤول عن اختيار أعضاء اللجان بعناية».

وعن معايير التصحيح، قال عابدين إن «لجنة التصحيح تعتمد في عملها على أسس ومعايير معينة كون الامتحان ليس مؤتمتاً، وذلك يتطلب الاعتماد على نظرة مصحح خبير يحكّم عمل الطالب باللوحة المقدمة ، وبالتالي فمن الصعب للطالب ذاته أن يقيّم عمله أو عمل غيره وهذا ما يدفعه للاعتراض على درجة زميله التي قد تكون أعلى من درجته».

التعليم العالي هي المعنية

وحول رأيه في أحد المشاريع المقدمة في الامتحان والتي اعتبرها الخريجون بأنها نجحت بـ«الواسطة»، قال عميد كلية الهندسة المعمارية إن «هذا المشروع عرض في بهو الكلية من زاوية واحدة وليس بشكله الكامل، وبالتالي لا يمكن الحكم عليه بشكل دقيق إلا في حال عرضه بشكل كامل» مشيراً إلى أن «شكاوى الخريجين مبالغ بها حيث لا يمكن أن يكون هناك إجماع كامل من قبل  الخريجين على وجود واسطة». وأردف عميد «الكلية في النهاية ليس لها علاقة بالشكاوى، وإنما المعني والمسوؤل في هذا الموضوع هو وزارة التعليم العالي وتحديداً مركز القياس والتقويم ، حيث سبق وتقدم الخريجون بشكاوى معترضين على نتائجهم وحالياً تتم دراستها».

وحول تأخر نتائج فحص الماجستير بكلية الهندسة المعمارية، أكد عابدين أن «ذلك كان نتيجة اندماج الامتحان الوطني مع امتحان الماجستير، إضافةً لصعوبة الوصول إلى بعض الكليات الموجودة في محافظات أخرى، وحالياً الوزارة قيد وضع أسماء المقبولين».

«كرم زائد» بالعلامات!

وفي إجابة لسؤاله عن إمكانية إعادة النظر بعلامات التصاميم، تمنى عابدين أنه «في حال تم إعادة النظر بموضوع المتقدمين لامتحان الماجستير مرة أخرى ، أن تكون اللجنة المقيّمة هذه المرّة فعلاً حكيمة وقاسية على الخريجين» مؤكداً أنه «كانت هناك مراعاة وكرم زائد بمنح العلامات في بعض المشاريع  المتقدمة هذا العام، وهذا لا يعني أن اللجنة التي قيمت مشاريع هذا العام لم تكن دقيقة ومهنية».

وفي نهاية حديثه أشار عابدين إلى أن الخريجين المتقدمين لامتحان القبول بالماجستير بكلية هندسة العمارة لم يتقدموا بشكوى رسمية إلى عمادة كلية الهندسة المعمارية بجامعة دمشق بعد، واقتصرت شكاويهم على صفحات الفيسبوك ووسائل الإعلام لا غير.

صدور النتائج بعد طول انتظار

أعلنت وزارة التعليم العالي بداية شهر شباط الحالي عن صدور نتائج مفاضلة الدراسات العليا للهندسة المعمارية للعام الدراسي الحالي لخريجي الجامعات الحكومية والخاصة وغير السورية، وذلك بعد شكاوى الطلاب من تأخرها.

وقد بينت الوزارة في إعلانها بأن عدد خريجي الجامعات الحكومية المقبولين في الدراسات العليا للهندسة المعمارية للعام الدراسي الحالي بلغ 86 طالباً، فيما كان عدد المقبولين من خريجي الجامعات الخاصة وغير السورية 5 طلاب.

وأوضحت الوزارة في إعلانها «أنه تم قبول رغبات الطلاب بناء على أساس علامة الامتحان الوطني وعند التساوي تم اعتماد معدل التخرج الأعلى في القبول».

ولفتت وزارة التعليم العالي إلى أنه بإمكان الطلاب الاطلاع على النتائج الكاملة للمفاضلة على موقعها الالكتروني.

آخر تعديل على الأحد, 09 شباط/فبراير 2014 02:34