دير الزور.. بين الحصار والعنف!

دير الزور.. بين الحصار والعنف!

فيما يستمر حصار المسلحين على أحياء مدينة دير الزور الغربية «حيي القصور والجورة بشكل خاص» لأكثر من شهر، واللذين يقعان تحت سيطرة الدولة، لإجبار المواطنين الفقراء على مغادرتها ليسهل اجتياحها ونهبها باسم التحرير..

تتفاقم معاناة الناس اليومية من ندرة المواد الغذائية وخاصةً الخبز وكذلك مواد التدفئة من مازوت وغاز وكاز، يستمر أيضاً انقطاع الكهرباء لليوم التاسع على التوالي حتى ساعة إعداد هذا الخبر، وذلك بسبب منع المسلحين ورشات الصيانة لخط أنابيب الغاز الخارجة من معمل «كونيكو»، والذين يسيطرون على المنطقة لمطالبتهم بمبالغ مالية كبيرة.
ومن جهةٍ أخرى يستمر التوتر والصراع بين المجموعات المسلحة على المعمل ذاته بين ما يسمى «الهيئة الشرعية» التابعة لـ«جبهة النصرة» والمسلحين المسيطرين على المعمل والمدعومين من «داعش»، وهذا هو السبب الأساس لانقطاع التيار الكهربائي حيث توقف تدفق الغاز لمحطة توليد الكهرباء.
كما قامت مجموعة مسلحة بنصب حاجز على طريق دير الزور المياذين عند مدخل مدينة «سعلو» لتوقيف تجار النفط التابعين لمجموعةٍ أخرى بسبب خلافٍ على بورصة النفط الرابحة وأسهمها المرتفعة.. كذلك تستمر الاشتباكات في حي «الرشدية» وسط المدينة وحيي «الرصافة والصناعة»، وعلى أطراف المطار في شرقها بين المسلحين والقوات النظامية.
وقد ارتفعت أجور النقل من دمشق إلى دير الزور لتصل إلى 6000  ليرة.. بينما ما تزال ممارسات الجهات الأمنية في الضغط على المواطنين العاملين في الدولة، والذين يقيمون في المحافظة أو خارجها، بمنع المحاسبين من تقبيض الرواتب إلا بموافقتهم وبيد صاحب العلاقة شخصياً، وهذا ليس يكلف المواطنين أكثر من نصف رواتبهم والمعاناة والتعب وإنما يعرض حياتهم للخطر.
وفي البوكمال قام مسلحو «جبهة النصرة» بإعدام شابٍ لم يتجاوز الثامنة عشرة بتهمة القتل ورافق ذلك طقوس إرهابية مرعبة واستعراض يومي للمسلحين حتى داخل المقاهي.. فيما نزح قسم كبير من أهالي بلدة «عياش» والمهجرين الذين كانوا قد لجؤوا إليها سابقاً كونها منطقة آمنة بعد أن أصبحت منطقة اشتباكات نتيجة هجوم المسلحين على مستودعات الأسلحة القريبة منها ومبنى محطة تقوية البث الإذاعي، مع محطة تقوية البث التلفزيوني في منطقة «الحجيف» القريبة منها.
وفي جميع الأحوال الضحية هم المواطنون بحياتهم ولقمة عيشهم اليومية التي باتت مغموسة بالذل والألم..