دير الزور: اشتداد «الحصار» وتفاقم المعاناة..
امتد الحصار واتسع رغم عودة نسبية للاتصالات والتيار الكهربائي وآخرها أسبوع متواصل.. فبالإضافة لمنع الطحين والخبز والمحروقات سنت المجموعات المسلحة التكفيرية وغير التكفيرية قوانين جديدة :
«ممنوع إدخال الخضار ومشتقات الحليب للخونة في القصور والجورة..! ممنوع مرور الطفلة في الأحياء المحررة إلاّ أن تكون محجبة..! ممنوع اختلاط النساء والرجال في باصات السفر ويجب وضع ستارة بينهما حتى ولو كانت زوجة أو أختاً..!».
عاد الفقراء لطبخ ما يتوفر لهم على نار الحطب وطباخ الكاز القديم.. عادوا لوسائل الإنارة «القنديل والفتيل».. ولا يجدون ما يدفئ أجسادهم المنهكة من الجوع والمرض. عادوا للتداوي مما بقي من أعشاب تنبت في الأرض وفي شقوق الأرصفة، وعادوا للعبور بالسفينة القديمة بين ضفتي الفرات بعد أن تدمرت الجسور.. الفقر كافر والجوع كافر والظلم كافر.. كفروهم وخونوهم لأنهم رفضوا أن يتركوا بيوتهم ليستبيحوها باسم التحرير..
ها هي الدير التي دمروها باسم التطهير .. وها هي دير الزور التي كان اسمها عروس الصحراء.. يريدون أن يجعلوها بغياً.. كفرونا بكل شيء.. لكن لن نترك ديرنا.. هكذا صرخ المواطنون وهم يخرجون في تظاهرةٍ ويبحثون عن شيء من بقايا الحياة