ضعف المدخول حرمهم مازوت التدفئة.. «سوق سوداء حكومية» تتاجر بحصص الأسر متوسطة الدخل
وضعت شركة محروقات فرع دمشق على عاتقها كما باقي الفروع، توزيع مخصصات مازوت التدفئة للأسر السورية لزوم فصل الشتاء الحالي بكمية 400 ليتر لكل أسرة بحسب ما هو مقر من الحكومة، إلا أنه لم يكن متوقعاً بالنسبة للكثير من الأسر معدومة الدخل أو صاحبة الدخل المحدود، أن يكون سعر هذه الكمية التي يقوم الفرع بتوزيعها دفعة واحدة، سيحرمهم الدفء فترة لا بأس بها من فصل الشتاء.
وبحسب بعض المواطنين الذين اشتكوا لصحيفة «قاسيون» فإن «محروقات دمشق تقوم بتوزيع كمية الـ400 ليتر لكل عائلة دفعة واحدة، ما شكل عائقاً أمامهم في الحصول عليها من الناحية المادية، حيث ينبغي على الأسرة الواحدة دفع ما كلفته 24 ألف ليرة إن تم بيعهم المادة على التسعيرة النظامية».
وأضاف المشتكون إن «تعبئة الـ400 ليتر واصلة إلى المنزل، قد تصل تكلفتها إلى 26 ألف ليرة ، حيث يتم بيع الليتر الواحد الواصل إلى مكان سكن المواطن من الموزعين المعتمدين بـ65 ليرة سورية» مشيرين إلى أن «هذا المبلغ من الصعب جداً تأمينه من عائلة متوسطة ذات دخل محدود في شهر واحد وكدفعة واحدة».
نصف الكمية بـ2000 ليرة!
وتابعوا «لهذا السبب يقوم الموزع بدفع 2000 ليرة سورية للمواطنين المضطرين كي يمنحوه نصف الكمية أو ما يردون منها، ليقوم بدوره ببيعها في السوق السوداء بأسعار مرتفعة»، مشيرين إلى أن «هذه العملية تفقد بعض الأسر المضطرة، الكمية التي أخذها الموزع منهم، ولا يمكن لهم إعادة التسجيل على كمية أخرى في فترة لاحقة من فصل الشتاء الحالي».
وعلى هذا، فقدت العديد من الأسر السورية والتي اشتكت لصحيفة «قاسيون»، جزءاً من حقها في مازوت التدفئة لهذا الشتاء نتيجة ضعف مدخولهم أو عدم وجوده أساساً، إضافة إلى عدم تقسيم فرع محروقات- دمشق مستحقات كل أسرة على مراحل طيلة فصل الشتاء، وكانت المطالب بأنه «على مديرية المحروقات (سادكوب)، تخصيص كميات المازوت على مراحل متعددة، ليحصل المواطنون عليها في وقت لاحق حسب الحاجة والظرف».
لكل شيء سعره!
ومن جهة أخرى، قال مواطنون آخرون، إن «موزعي مادة مازوت التدفئة المعتمدين من (سادكوب)، يعرضون على المواطنين إما التخلي عن كمية من مخصصاتهم، أو أن يمنحوهم كميات زائدة عن مخصصاتهم المحددة بـ400 ليتر، حسب الطلب والرغبة، ولكل شيء سعره».
وأضافوا أنه «هناك بعض الأسر المقتدرة قامت بتعبئة أكثر من 600 ليتر مازوت عن طريق موزع سادكوب المعتمد، في حين عجز البعض عن تأمين نصف مستحقاتهم ومنهم من لم يسجل للحصول على مستحقاته بشكل نهائي، لعدم امتلاكه المكان أو المبلغ المالي اللازم».
هذه العملية وصفها البعض بأنها «سوق سوداء حكومية»، كون الموزعين الذين يقومون بهذه العملية، معتمدين من الجهات الحكومية.
تصريحات متأخرة
وعلى هذا، قال مدير فرع شركة محروقات «دمشق» سهيل نخلة في تصريحات له، إنه «يجب على المواطن الذي لا يريد الحصول على الـ 400 ليتر كاملة أن يتقدم للمراكز المخصصة لتوزيع المازوت وتسجيل طلب تأجيل المتبقي من حقه كي لا يتعرض للغبن».
فيما وجد المشتكون بهذه التصريحات أنها متأخرة، مشيرين إلى أن «فرع محروقات دمشق لم يعلن عن تقسيم الكمية نهائياً، وقد أجبر الجميع على كمية الـ400 لتر دفعة واحدة، في حين حاول البعض الحصول على نصف الكمية وتأجيل النصف الآخر، إلا أن طلباتهم قوبلت بالرفض».
أما عن الغبن الذي قد يقع على المواطنين من موزعي المازوت، فقد قال نخلة إنه «يجب على المشتكي الذي يقع عليه الغبن أن يقدم شكوى خطية باسمه لمديرية التجارة الداخلية وحماية المستهلك، لتقوم بالإجراءات اللازمة بحقه» مشيراً إلى أنه «سيسحب الترخيص من الموزع المشتكى عليه وستتم إحالته إلى القضاء المختص».
3 مراكز خلال 20 يوماً
وبعيداً عن قضية صعوبة تأمين كمية مازوت التدفئة دفعة واحدة، اشتكى البعض من الإزدحام الحاصل على منافذ التسجيل للحصول عليها، رغم وعود محافظة دمشق بافتتاح 10 مراكز جديدة لتخفيف الضغط الحاص.
وعليه قال نخلة إنه «سوف يتم افتتاح ثلاثة مراكز للتسجيل على مازوت الشتاء في مناطق المزة والقنوات وكفرسوسة خلال فترة من 15 إلى 20 يوماً، لتخفيف الضغط على المراكز الثلاثة التي يجري فيها التسجيل حالياً وهي حاميش وغربي الميدان ودمر في دمشق»، ليصل عدد مراكز التوزيع لاحقاً إلى عشرة مراكز في دمشق.