حلب القلعة..

حلب القلعة..

للمرة الثلاثين لا بل الخمسين بل المئة نسمع «نحن أهل حلب» أن هناك حلاً لحلب لحصارها وجوعها وغلائها. وللمرة المئة ونحن نصدق ولا نصدق، فأصبحت الإشاعة «رغم رغبتنا اللامحدودة في تصديقها» ممجوجة، والجهة هي هي... أحد المسؤولين المهمين.

والقوات تحتشد وما هي إلا أيام وساعات وحلب تستعيد مجدها وبريقها ويزال الغم والغمام عنها. والحلبيون تعودوا الصبر والتحمّل، بل تكيّفوا مع الظروف الجديدة القاهرة، صامدين لأنهم يعلمون علم اليقين أن حلب وشعبها وتاريخها وحضارتها أبقى.
صامدين لأنهم سمعوا وشاهدوا بأم أعينهم القرارات القروسطية من المناطق التي تسيطر عليها التنظيميات التكفيرية المتشددة.
صامدين رغم فقدانهم لبيوتهم ومصانعهم ومحلاتهم وأماكن عملهم ورزقهم.
صامدين رغم ممارسات الحواجز التابعة للجان الشعبية والشبيحة وتصرفاتهم وممارساتهم التي لا تختلف عن ممارسات المجموعات المسلحة غير المنضبطة أصلاً.
صامدين رغم ممارسات الأجهزة الأمنية كالسابق من اعتقالات تعسفية غير مبررة وإهانات وصولاً إلى التعامل الاستعلائي المتعجرف.
صامدين رغم انقطاعات الكهرباء والماء والاتصالات والأدوية وحليب الأطفال والغاز والبنزين والمازوت والخضروات والخبز و....
صامدين رغم قناعتهم بأن الحسم العسكري غير وارد وهو وهم في ظل عدم محاسبة الفاسدين وإثراء البعض من الطرفين من استمرار الأزمة.
صامدين مع ثقتهم الكبيرة بالجيش العربي السوري كمؤسسة وطنية وضامن للوحدة الوطنية ولوحدة التراب السوري.
صامدين لقناعتهم بأن الحل السياسي آت لا ريب فيه، وصمودهم أحد الأسباب الأساسية التي خلقت ميزان قوى جديداً يرفض السلاح ويرفض التدخل الخارجي ويرفض الفساد، ويدعو إلى خروج بلدهم سورية ومدينتهم حلب من هذه الأزمة الوطنية أقوى وأصلب، داعين إلى تغيير جذري شامل والخروج إلى فضاء سياسي جديد داخلياً وإقليمياً وعالمياً.