العنف.. بين الرقة ودير الزور!
ففي الأسبوع الفائت وتحديداً يوم الأحد بعد أن استبشر الطلاب خيراً، وعادوا إلى مدارسهم جرى قصف الثانوية التجارية في الرقة بالطيران، وذهب ضحيته اثنان وعشرون طالباً ومعهم مستخدم المدرسة مع ما لا يقل عن مائة جريح
علماً أنه لا يوجد في المدرسة أو حولها أية مظاهر مسلحة، ومناطق المسلحين العلنية تقبع آمنة دون أن يمسها ضر، وتوافد من تبقى في الرقة من الأهالي إلى المشافي للتبرع بالدم والاطمئنان على مصابيهم، وقد أثارت هذه المجزرة استياءً كبيراً لدى المواطنين العاديين الذين يطالبون بأن يأتي الجيش السوري ليخلصهم من المسلحين بل وحتى لدى المؤيدين.!
وفي دير الزور، وفي الأسبوع ذاته، وبعد يوم واحد مما حدث في الرقة سقطت قذائف على حي القصور الآمن وتحديداً قرب مساكن حوض الفرات وذهب ضحيتها طفل وامرأة وعشرات الجرحى، وهي ليست المرة الأولى التي يستهدف فيها مع الحي الآمن الآخر «الجورة» حيث يتجمع فيهما نصف سكان المدينة من الأحياء المدمرة والمتوترة، والهدف منها إرهاب المواطنين وإجبارهم على مغادرتها بحجة تحريرها.
لا شك أن ما حدث في دير الزور والرقة من تصعيد للقصف والعنف من هنا وهناك والذي يذهب ضحيته مواطنين أبرياء غالباً، يأتي في إطار التحضيرات القائمة لمؤتمر «جنيف-2» للخروج من الأزمة، والذي تفاءلت به غالبية السوريين. ومن فعل أو أمر بذلك يريد عرقلة الأمور وإثارة الرعب وبث اليأس لدى المواطنين وخلط الأوراق ومنع العملية السياسية.
إننا إذ ندين هذا العنف، ونطالب بمواجهة ومحاسبة من وراءها، نؤكد أن الجيش العربي السوري هو ضمانة وحدة الوطن والشعب وأن الحوار والحل السياسي هو المخرج الوحيد ويجب الإصرار على ذلك مهما كانت التضحيات..