دعوة لإنقاذ «مار تقلا» ومن فيه..!
منذ انطلاق الحراك الشعبي السلمي نتيجة السياسات الاقتصادية الاجتماعية الليبرالية ونتيجة التراكمات السابقة والاحتقان بسبب التهميش وتغييب الحريات الديمقراطية والقمع جرت محاولات عديدة لدفعه إلى العمل المسلح.. بل وجرى حرفه عن مطالبه الأساسية في الحرية والتغيير..
وآخر هذه المحاولات هي تغلغل المسلحين ودخولهم إلى بلدة معلولا في ريف دمشق وسعي الدولة لإخراجهم منها مما نتج عن ذلك اشتباكات وتخريب لبعض الأملاك العامة والخاصة وبعض الأماكن التاريخية والحضارية والدينية التي تزخر بها المدينة التاريخية.
يقع دير القديسة تقلا وهو أحد المعالم الحضارية للسوريين وللبشرية في منطقة تقاطع النيران والاشتباكات وهو يحتضن حوالي 40 من الراهبات والأطفال اليتامى الذين حرموا ضمن الوضع المستجد من مواد التموين والمعيشة... بل وباتت حياتهم مهددة بالخطر.
وقد وجهت بطريركية أنطاكيا وسائر المشرق للروم الأرثوذكس يوم الثلاثاء 24 أيلول نداءً جاء فيه:
تتفاقم الأعمال العسكرية في بلدنا الحبيب سورية، ويدفع الإنسان ثمن هذه المأساة (...) نحن نعي تماماً أن حضور الدير في المنطقة يشكل دعوة واضحة للمحبة والسلام والتآخي بين أبناء الوطن الواحد، ونحن مصرون على أن نبقى فيه لنشهد لمحبتنا لوطننا ولجميع أبنائه.
وطالب النداء الهلال الأحمر السوري والصليب الأحمر الدولي والمنظمات الحكومية وغير الحكومية المعنية بالشؤون الإنسانية العمل على توفير التموين الضروري لقاطني الدير وراهباته واليتامى فيه، كما استصرخ ضمائر الجميع لحقن الدماء ونبذ العنف.
وقاسيون إذ تنشر هذا النداء تضم صوتها إلى متنه وتطالب كل الشرفاء في الوطن للعمل على إنقاذ من في الدير والمحافظة عليه.. وخاصة أن سورية مهد الديانات السماوية وملتقى كل الأديان.