روضات وزارة التربية والمنظمات الشعبية تنافس الروضات الخاصة؟!

روضات وزارة التربية والمنظمات الشعبية تنافس الروضات الخاصة؟!

اشتكى إلى صحيفة «قاسيون» مؤخراً العديد من أهالي تلاميذ  الروضات والحضانة في محافظة طرطوس، والتي تتبع وزارة التربية ونقابة المعلمين والاتحاد النسائي. ويقول كثير من الأهالي في شكواهم إن روضات المنظمات الشعبية التابعة للدولة أصبحت تتعامل مع التلاميذ من زاوية مادية صرفة ودون اعتبار لكون هذه المنظمات هي جهات راعية وحامية لمستقبل صغارنا ولا يجوز أن تتعامل مع تلاميذنا بشكل مادي وحتى تجاري أحياناً.

وإذا سلّمنا جدلاً بأن تكاليف الروضات الخاصة تبلغ ضعف تكلفة الروضات التابعة للدولة فالجميع يعرف بأن الذي يُدخل أولاده إلى الروضة الخاصة هم أبناء الفئات الغنية أو المتوسطة، ولكن عندما نقارن بشكل حقيقي بين أسعار روضات الدولة والروضات الخاصة سنجد بأن هذا الفارق المادي هو فارق خلّبي وشكلي لأن هذه الأسعار هي واحدة تقريباً.
لا فرق بين الكلفتين
إذا فرضنا بأن القسط السنوي للتلميذ في الروضة التابعة للدولة هو بين 12- 15 ألف ل.س، والقسط السنوي لتلميذ الروضة الخاصة بين 25 - 30 ألف ل.س (أي الضعف) فعلينا أن نفرّق بين الكلفة في روضات الدولة والكلفة في الروضات الخاصة وفق التالي:
- يتواجد البناء السكني لروضات الدولة أو نقابة المعلمين في مدارس الدولة الرسمية في أغلب الأحيان، وبالتالي فهو مجاني بالنسبة لمشرفي هذه الروضات والقائمين عليها، بينما كل بناء لروضة خاصة يكلف الملايين في الحد الأدنى.
- الروضات الخاصة تقدم وسيلة نقل الطلاب من وإلى المنزل، وهذا شيء يعتبر بالنسبة لغالبية الأهالي الميزة الأهم التي تتفوق بها الروضات الخاصة على روضات الدولة خاصة وأن أجور النقل أصبحت مرتفعة جداً.
- إن المواصفات الصحية والترفيهية الموجودة في الروضات الخاصة غير موجودة في روضات الدولة، وهذا فارق ينعكس في الكلفة المرتفعة على الروضة الخاصة مقارنة بروضات الدولة.
- فوجئنا من خلال شكاوى العديد من الأهالي وفي قرى كثيرة منها (دير الشيخ سعد- حصين البحر-ميمار شاكر-الزرقات- تركب... وغيرها) بأن جميع الروضات الخاصة تقوم بتقسيط المبلغ المالي شهرياً بينما غالبية روضات النقابة والاتحاد النسائي والتربية تشترط دفع المبلغ دفعة واحدة أو على دفعتين في كل فصل.
أعباء مادية كبيرة على الأهالي
إن الإجراءات التي تنفذها روضات الدولة تدعو إلى الاستغراب والتساؤل، فكيف تقوم الروضات الخاصة بالتكيّف مع وضع الأهالي على الرغم من تكلفتها المضاعفة، في حين تفرض روضات الدولة دفع الأقساط بشكل كامل مما يتسبب بأعباء مادية كبيرة على الأهالي؟
وبالتالي، فقد اضطر الكثير من الأهالي إلى تفضيل الروضات الخاصة على روضات الدولة من هذه الناحية أيضاً.
المطلوب من الجهات الحكومية هو تقدير وضع أهالي التلاميذ وأخذه بعين الاعتبار والتخفيف عنهم خاصة في ظل الأوضاع الصعبة الحالية، وليس وضع الشروط المجحفة بحقهم وتعسير تفاصيل حياتهم اليومية.
رائحة فساد تفوح
لقد تأكدنا نتيجة للكثير من الشكاوى التي وردتنا بوجود رائحة فساد تفوح، وللأسف من المشرفين الإداريين والتربويين على هذه الروضات تحديداً، والتي يجب أن تراعي ظروف التلاميذ الفقراء وهم الأغلبية، وأن تكون عوناً لهم في تسهيل أوضاعهم لا عبئاً عليهم، ولهذا نضع هذه الشكاوى برسم كل الجهات المعنية لاتخاذ الإجراءات اللازمة ووضع الحد لهذه الممارسات. ونحن هنا لا ندافع عن أحد ولا نتهم أحداً بل إن همّنا الأساسي هو مصلحة أبنائنا أولاً وأخيراً.