«لقمة الشعب خط أحمر»... تفعيل دور الشارع في الرقابة الشعبية

«لقمة الشعب خط أحمر»... تفعيل دور الشارع في الرقابة الشعبية

جاءت «لقمة الشعب خط أحمر» كحملة شعبية تطوعية تشكلت رداً على المتاجرة بلقمة الشعب، و بدعم مباشر من وزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك وبشكل خاص من الوزير الدكتور قدري جميل، وكان الهدف منها كبح جماح المتلاعبين بلقمة الشعب من فاسدين

عبر تفعيل دور الشارع والناس في الرقابة الشعبية ضد المتاجرين بلقمة عيشهم وإعادة وصل جذور الثقة بين الشارع وجهاز الدولة.

كبح جماح المتلاعبين بلقمة الشعب
هذه الجذور التي قطعها تراكم الفساد داخل جهاز الدولة عبر السنوات الماضية وخصوصاً في السنوات العشر السابقة لتفجر الأزمة الوطنية السورية، عندما انتهج الفريق الاقتصادي «الدردري» السياسة الاقتصادية الليبرالية المتمثلة «بفتح السوق السورية أمام البضائع الأجنبية وتحرير التجارة بفرعيها الداخلي والخارجي من أي قيود»، الأمر الذي تسبب بإقصاء جهاز الدولة عن دوره في المحاسبة والتحكم بالسوق وبأسعارها، بالتماشي مع فتح المجال أمام القطاع الخاص على حساب القطاع العام مما جعل ضبط السوق ومنع الاحتكار والتلاعب بالأسعار شبه مستحيل.
لاقت «لقمة الشعب»                  الترحيب من المواطنين
بدأت حملة «لقمة الشعب خط أحمر» بمجموعة صغيرة من المتطوعين وبداية التجربة كانت بمراقبة أحد المخابز من الداخل والخارج والمساهمة في تنظيم طوابير الخبز، ومحاولة تأمين أكبر عدد ممكن من ربطات الخبز لبيعها خارج المخبز بالسعر النظامي 15 ل.س وللمضاربة على المتاجرين بالخبز، والذين كانوا يبيعونه بأسعار مرتفعة، وقد لاقى هذا الأمر ترحيباً من المواطنين حيث طلبوا من فريق الحملة المجيء دوماً إلى المكان أملاً منهم بأن تُحل مشكلة الطوابير ويوضع حد لاستغلال البائعين، ثم انتقلت الحملة بعدها إلى مراكز توزيع مادة الغاز لتضبط عملية البيع وتنظّم طوابير الناس ومع تكرار التجارب اكتسب الفريق خبرة أكثر في التعامل مع هذه المشاكل، ومن الجدير بالذكر أن عمل الحملة كان يتعرض أحياناً لمضايقات أمنية.
عدة محاولات لإيقاف الحملة
ونتيجة للظروف الأمنية المتوترة، غابت الحملة فترة عن الشارع ثم عادت بقوة وبخطة عمل في عدة مناطق رغم محاربتها من بعض الأطراف في جهاز الدولة، والذين لا مصلحة لهم بمكافحة الفساد لأنهم مرتبطون به ومستفيدون منه.
هذا وقد جرت محاولات عدة لإيقاف الحملة وتقييد تحركاتها وتشويه صورتها في ظل غياب الإعلام عن مواكبة عملها. إضافة لاستغلال سخط الشعب من الوضع المتردي وتوجيه هذا السخط باتجاه الحملة ومن يدعمها.
«لقمة الشعب» نموذج للتعميم
إن فريق «لقمة الشعب خط أحمر» ليس بديلاً عن الناس بل هو جزء منهم، ولن يستطيع وحده فعل شيء دون تعاون الشعب وتفاعله معه، فقد اكتسب هذا الفريق تجربة في مجال عمله، وهدفه نقل هذه التجربة إلى أوسع شريحة ممكنة من الناس ليتعلموا تنظيم صفوفهم للدفاع عن لقمة عيشهم وحقوقهم ضد المتلاعبين بقوت يومهم من كبار الفاسدين .