مجانين عامودا.. مجنون يحاور نفسه
الجماهير في هذا الوقت تؤيد الحل السياسي أكثر من أي وقت مضى وخاصة في المناطق الساخنة، وتدعو لوقف العنف والتدخل الخارجي لأن هذه الجماهير دفعت ضريبة المتشددين في المعارضة والنظام - الذين لا قيمة للإنسان في حساباتهم لأن الغايه الأساسية عندهم النهب والفساد واستمرار الأزمه بما يخدم نهبهم وفسادهم.
ولكن عدداً ممن كانوا هامشيين، أصبحوا في غفلة من الزمن رؤساء وأمناء لما يسمى بمنظمات حقوقية وإغاثية وانسانية يدعون الى المؤتمرات والندوات وتشكيل هيئات، ومنظمات تنتشر كالسرطان..
هؤلاء يقيمون في الخارج وغالباً في فنادق الخمس نجوم هم وزوجاتهم وأولادهم، يتباكون على الشهداء في سورية عبر شاشات بعض الأقنية الفضائية دون أن يطرحوا حلاً حقيقياً للمشكلة بل يحرضون على القتل ويطالبون بالتسليح وبأن أوربا وامريكا وتركيا «لاتسلح» المعارضة...
(طيب أخونا ومعلمنا المتمترس في فنادق أوربا) أنت تقول بان 80%من الأراضي محررة كما تدّعي، ...تفضل و(قاتل) مع من يقاتل، أنت أوعلى الأقل حدا من أولادك كي (تحرروا) باقي الأراضي؟؟!!
بعض ممن يدعو إلى الوطنية هو أكثر الناس انسلاخاً عن أي رابط يربطهم مع سورية، فيتم تدريبه على يد الأتراك وكذلك يتم دعمه بالمال والسلاح ويفتحون لهم دورات لتخريب النفوس و يدّعون بأن الأتراك يدعمون الشعب الكردي!!
وآخر «الابداعات» والمآسي في منطقة الجزيرة، هي فتاوى تقول بأن دم الكردي وماله وعرضه حلال، وعندما سألنا عن صحة إصدار مثل هذا هذه الفتاوى قالوا: بأن الكردي هنا في الفتوى يعني «الآبوجي» وكل الآكراد «آبوجية» حسب تفسيراتهم طبعاً، والأغرب هناك من يحيي أصحاب هذه الفتاوى ويدعوهم للتدخل في منطقة الجزيرة.
والسؤال الذي يطرح نفسه ما الثمن المطلوب من هؤلاء سوى تنفيذ خطط من يدفع هذا المال بقصد إفساد الذمم واختلاق الأزمات والنفخ في كل جمرة نار وشراء الضمائر بحثاً عن الضعفاء في قومهم لحاجة أو فقر أو فاقة أو طمع، هؤلاء تجدهم على الشاشات وفي الصحف، وفي الزوايا المعتمة، تواجههم الحقيقة، يواجههم الزمن وتنهال عليهم الصفعات على وجوههم والركلات على أقفيتهم في كل ساعة وكل دقيقة، مع صرخة كل أم ثكلى، وأب يفجع بولده شهيداً، لكنهم عن آثامهم لا يتراجعون فكلما اقترب كلامهم من طعم السمّ ازداد تدفق الأخضر والأصفر.
ستبقى سورية... وستبقى الجزيرة السورية بعربها وأكرادها وسريانها وأرمنها قوس قزحٍ لايمكن الاستغناء عن لون من ألوانه، من أجل سورية الجديدة سورية ينعم فيها كل أبنائها بحقوقهم دون تمييز قومي او ديني او طائفي او مذهبي.
تجار الحروف والكلمات أقلامهم تباع في المزاد العلني.