أهالي الغوطة الشرقية في دوامة الأزمة!
بات معروفاً مستوى العنف الدائر في الغوطة الشرقية، فمنذ احتدام الصراع في تلك المناطق بين المسلحين والنظام والتي جعلت أبناء مناطق الغوطة الشرقية (كفربطنا- عين ترما- سقبا- حمورية- جسرين)، يعيشون أزمات متعددة ذات طابع كارثي،
تجعلهم عاجزين عن تأمين متطلبات الحياة والحاجات الأساسية اليومية وذلك جراء العنف الدموي والقتال المستمرين وصولاً إلى عنف القصف اليومي، وإغلاق الطرق الرئيسية المؤدية إلى العاصمة دمشق في أغلب الأحيان، الأمر الذي ضيّق الخناق على تلك القرى وتحديداً ذوي الدخل المحدود منهم والذين ما زالوا يقيمون بتلك المناطق أصلاً لضعف الإمكانيات المادية لديهم وعدم قدرتهم على تأمين سكن بديل، والذين أصبحوا بعد تدهور الأوضاع الأمنية بلا عمل مما جعلهم عاجزين تماماً عن تأمين أبسط احتياجاتهم المعيشية، من ربطة الخبز التي ينعدم وجودها في سقبا وحمورية وكفربطنا منذ أكثر من أسبوع، مروراً بالخضار والفواكه والتي أصبحت أسعارها مضاعفة عن العاصمة دمشق مروراً بالدجاج واللحوم والتي تحتل رأس القمة في السلع المفقودة بسبب ارتفاع أسعارها وصعوبة تخزينها لانقطاع الكهرباء بشكل دائم عن تلك المناطق.
لقد بات الحديث عن غلاء المعيشة وشح السلع الواردة على لسان جميع الأهالي المدنيين والذين يدفعون ثمناً باهظاً نتيجة تدهور الأوضاع الأمنية والسياسية الحاصل في البلاد.
وفيما يلي استطلاع لآراء بعض الأهالي ممن التقتهم صحيفة «قاسيون»:
يقول «معاذ» وهو أحد سكان قرية كفربطنا الذين قدموا إلى العاصمة دمشق: «إن الحياة في الغوطة أصبحت شبه مستحيلة و أرزاق مئات العائلات قد أتلفت بسبب إحراق الأراضي والبساتين وإغلاق المحلات وانقطاع الكهرباء والمواصلات مما جعل الكثير من الشباب يجدون أنفسهم عاطلين عن العمل و في حالة ضياع شبه تام في تلك المناطق».
أما «عمر»: «لقد هجرت تلك المنطقة منذ حوالي أربعة أشهر بسبب صعوبة تأمين متطلبات الحياة والمواد الغذائية ومستلزمات النظافة وغياب الأمن والأمان والارتفاع الخيالي في الأسعار وكثرة السرقات، فالشعار الرائج هناك قد يأتيك الموت من أي مكان وبأي لحظة، ومع انقطاع الطرق والمواصلات وإغلاق كل المعابر المؤدية إلى العاصمة توقع الأسوأ دوماً».
في حين تقول «نيفين»: «إن عائلتي ما تزال تقيم بسقبا، وتعاني الكثير من نقص الاحتياجات اليومية والمستلزمات الضرورية، كما تعاني من ارتفاع سعر اسطوانة الغاز كما هو في أغلب المناطق السورية مما حدا بالناس وبعض الأهالي باللجوء اضطراراً إلى استخدام الأدوات الأولية كبوابير الكاز وطهي الطعام على الأخشاب وبقايا المحاصيل».
فيما يقول «أبو طارق» صاحب أحد المحلات: «المشاكل هنا مستمرة، بداية من قطع التيار الكهربائي والذي لا يزال مستمراً منذ أكثر من أربعة أشهر والذي بدوره يؤدي إلى انقطاع الماء، وهذا ما جعل العديد من الأهالي يلجؤون إلى حفر الآبار، بالإضافة إلى زيادة الأسعار وخاصة الأساسية و عدم توفر بعضها في المحلات المتبقية أيضاً، بسبب ازدياد أجور الشحن وكذلك سوء الأوضاع الأمنية على الطرقات وقطع هذه الطرقات في أغلب الأحيان، كل ذلك أدى إلى نزوح الأهالي عن هذه القرى».
إن ما جاء على لسان الناس يدل على ازدياد تعمّق الأزمة الحياتية والمعيشية واستمرارها لدى السكان في تلك المناطق المنكوبة والمنهارة اقتصادياً واجتماعياً ومعيشياً وأمنياً بشكل حقيقي في ظل الأزمة الراهنة.