عطشى... في رحاب الجزيرة السورية
تعاني مدينة القامشلي الحدودية أزمة حقيقية بسبب شحّ المياه وانقطاعها التام عن أحياء بكاملها منذ أكثر من شهرين، إذ تم قطع المياه عن مركز المدينة، وحي الوسطى، والحي الشرقي، وحي الموظفين منذ ما يسمّى «معركة تحرير القامشلي».
وكانت كتائب من المعارضة المسلحة أطلقت مطلع نيسان الماضي حملة أرادت من خلالها الدخول إلى المدينة، ردّت القوات السورية على إثرها بقصف مناطق تمركز المسلحين في بلدة «تل حميس» وقرية «ذبانة» تحديداً وبعض المناطق المجاورة لها، وتسببت الاشتباكات والقصف بأضرار بالغة في البُنى التحتية أدى إلى وقوع العديد من أبراج التوتر العالي لشبكات الكهرباء التي تغذي المدينة وتربطها مع محطة «السويدية» للكهرباء.
وقال مصدر مطّلع لـ «قاسيون» إن «عدم توفير الكهرباء للآبار الجنوبية للمدينة، بسبب الاشتباكات والقصف الذي شهده ريف المدينة الجنوبي مؤخراً هو السبب الرئيس لانقطاع المياه».
وذكر موظف في دائرة المياه، رفض الإفصاح عن هويته، أن القامشلي تعتمد على المياه من مصدرين رئيسين للآبار؛ الأول غرب المدينة في حي الهلالية، والثاني جنوب المدينة، الذي بقي دون كهرباء منذ الاشتباكات الأخيرة.
ولجأ الأهالي إلى تعبئة المياه من صهاريج خاصة بكلفة عالية، في ظل عدم قدرة «دائرة المياه» و«بلدية القامشلي» على تغطية حاجة الأحياء المتضررة من المياه؛ فالمؤسستان، وفق مصدر مسؤول في بلدية القامشلي، لا تمتلكان سوى خمسة «صهاريج للمياه» لا يعمل منها فعلياً سوى صهريجين.
وأضاف المصدر أن الآليات تعمل على مدار الساعة، ولا تستطيع أن تغطي سوى حاجة 200 منزل في اليوم الواحد، وهذا رقم ضئيل مقارنة مع مدينة كالقامشلي، ولاسيما مع دخول فصل الصيف.
كما لجأ مواطنون إلى حفر الآبار أمام منازلهم، بالرغم من الكلفة العالية لها؛ حيث تتراوح تكلفة «بئر» المياه الواحدة- بحسب العاملين بالآبار- بين 100 إلى 125 ألف ليرة سورية، وهذا رقم عالٍ مقارنة مع الأوضاع الراهنة.
يذكر أن القامشلي هي أكبر مدن محافظة الحسكة من حيث عدد السكان، وبخاصة بعد أن شهدت المدينة موجة نزوح كبيرة إليها بعد أن تعرض الكثير من المناطق في سورية للتدمير، إذ قارب عدد سكانها نحو 500 ألف نسمة.