التفاهم حول «العملة» يقرب واشنطن وبكين من إبرام «اتفاق تجاري شامل»
مع تزايد التفاؤل بحدوث نتائج إيجابية لجولة المباحثات التجارية بين أميركا والصين التي جرى تمديدها في واشنطن، كان من الواضح، وفقاً لما تناقلته أبرز المواقع الإخبارية نقلاً عن مصادر قريبة من النقاشات، أن قضية التلاعب بالعملة كانت نقطة مفصلية في المباحثات.
ورغم عدم الإعلان عن كثير من التفاصيل خلال المباحثات، والتكتم والاقتضاب الشديد في الإدلاء بالتصريحات، ارتفع مستوى التفاؤل بشدة مع تمديد المباحثات ليومين إضافيين، وبدلاً من انتهائها الجمعة، جرى تمديدها حتى أمس الأحد، مع تصريحات مبشرة من جانب الرئيس الأميركي دونالد ترمب، ونظيره الصيني شي جينبينغ، إضافة إلى التطمينات التي بثها كبار المسؤولين والمفاوضين بالجانبين، والتي صبت جميعها في اتجاه أن «الأمور تسير بشكل جيد جداً»، وأن «هناك فرصاً جيدة للغاية للتوصل إلى اتفاق»، مع جدية الطرفين في بلوغ اتفاق شامل ونهائي... وهو ما أكده ترمب بتغريدة أمس قال فيها إن المباحثات مع الصين كانت «منتجة للغاية».
ورغم الإعلان في وقت مبكر من المباحثات قبل أيام عن عروض صينية لزيادة وارداتها الزراعية من الولايات المتحدة، وكذلك التفاهم بشأن حقوق الملكية الفكرية، فإن مسألة التلاعب بالعملة التي تتهم واشنطن دائما بكين بالقيام بها من أجل زيادة تنافسية السلع الصينية، ظلت من بين أكبر العوائق التي تحول دون التوصل إلى تفاهم مكتمل بين الجانبين، خاصة أن بكين تصر على نفي الاتهام بالتلاعب في عملتها، وتؤكد أن سياساتها المالية تتبع أسس السوق.
وأول من أمس، قال الرئيس الأميركي دونالد ترمب إن اتفاقا بشأن «التلاعب بالعملة» يمكن أن يتم إدخاله في اتفاق التجارة. وعبر مسؤولون من بكين أيضاً عن التفاؤل إزاء نتيجة إيجابية، وقال كبير المفاوضين الصينيين ليو هي: «بالنسبة للصين، نعتقد أنه من المرجح كثيرا أن يحصل ذلك».
وبالأمس، أشارت مصادر واسعة لـ«بلومبرغ» و«سي إن بي سي» إلى أن الطرفين أقرب ما يكون للتوصل إلى اتفاق بشأن العملة.
وفي إشارة لما تترقبه الأسواق وما يعنيه التوصل إلى اتفاق، قفزت بورصة وول ستريت، لتحقق الجمعة أعلى مكاسب أسبوعية في نحو 24 عاما، مدعومة للغاية بالإعلان مسبقاً عن تمديد المباحثات ليومين إضافيين، ما يؤكد جدية الطرفين في التوصل إلى تفاهم طويل المدى.