الهند تعوّل على الطاقة الشمسية
تنتشر ألواح الطاقة الشمسية على نحو متزايد في الهند، في ظل تنامي التحديات البيئية بموازاة النمو السكاني الكبير في هذا البلد الآسيوي الضخم، الذي يحتل مرتبة متقدمة بين أكثر الدول المسببة للتلوث في العالم.
تعيش أبارنا سينغ على مقربة من محطة حرارية في الريف الهندي، لكنها لا تتّكل سوى على لوح الطاقة الشمسية، الذي نصبته على سقف البيت. وفي منزلها المتواضع، يسمح هذا اللوح الشمسي الذي يوفر 80 واط بإضاءة المصابيح ليلاً في الغرف الثلاث، التي تقطنها مع زوجها وابنها المراهق، فضلاً عن تشغيل المراوح وشحن الهواتف الخليوية، عندما يكون التيار الكهربائي منقطعاً.
وبات الاعتماد على الطاقة الشمسية شائعاً في الهند، وهي تحرص على الانتقال إلى مصادر الطاقة البديلة. والهند التي تعدّ ثالث ملوّث في العالم مع 4 في المئة من الانبعاثات، ملتزمة تطوير مصادر الطاقة المتجددة.
ولا بدّ للهند الشاسعة الواقعة في جنوب آسيا، أن توفّق بين حاجاتها التنموية الضخمة وجهود مكافحة التلوّث، الناجم عن الإنسان الذي يتجلى خصوصاً في الضباب الدخاني، والذي يغطّى المدن الهندية، وفي تداعيات الاحتباس المناخي على الأراضي الزراعية.
وبفضل تراجع تكلفة الألواح الكهروضوئية، تنتشر مصادر الطاقة الشمسية في الهند بسرعة البرق، بدعم من القطاعين العام والخاص.
فشركة «سيمبا» الناشئة التي اقتنت منها أبارنا وعائلتها رزمتها الشمسية، قدّمت منتجاتها خلال السنوات الأخيرة لحوالى 100 ألف أسرة، كانت تفتقر إلى نفاذ متواصل إلى الكهرباء. وزبائنها هم من سكان المناطق الريفية وأصحاب المتاجر الصغيرة، وفي وسعهم تسديد المبلغ على دفعات شهرية قليلة.
ويقول فيليب سير المسؤول عن منطقة جنوب آسيا في مجموعة «بروباركو» الفرنسية، المساهمة في رأسمال هذه الشركة الناشئة، إن «أسعار مصادر الطاقة الشمسية باتت اليوم توازي تلك المعتمدة للطاقة الحرارية، أو حتّى أدنى منها، لذا من مصلحة الحكومة الهندية تطوير هذا المجال، بموازاة طاقة الرياح».
وبهدف الحدّ من الاعتماد على الفحم، وضع رئيس الوزراء الهندوسي القومي ناريندرا مودي، هدفاً طموحاً يقضي بزيادة إنتاجية مصادر الطاقة الشمسية 25 مرة خلال سبع سنوات، لتبلغ 100 غيغاواط في 2022. وتطمح نيودلهي إلى توليد 40 في المئة من تيارها الكهربائي من مصادر الطاقة المتجددة بحلول 2030. لكن الفحم الشديد التلويث يبقى المصدر الرئيس للطاقة في البلاد.