منتجي الحمضيات وموسم قطاف الوعود
بدأت فترة قطاف موسم الحمضيات، ويخشى الفلاحين والمزارعين من أن تبدأ معها معاناتهم السنوية مجدداً، اعتباراً من مشاكل التسويق والتصريف، مروراً بدور التجار والسماسرة، وصولاً للخسائر.
التقديرات المبدئية لموسم الحمضيات هذا العام تصل لحدود 1.8 مليون طن، منها بحدود 900 ألف طن في محافظة اللاذقية وحدها، حيث أكد رئيس اتحاد فلاحي اللاذقية منذ عدة أيام، بأن حالة المواسم الزراعية في المحافظة جيدة ومبشرة، مبيناً أن الإنتاج المتوقع في المحافظة من موسم الحمضيات يصل الى ٩٠٠ ألف طن.
سجل الفلاحون الكثير من التصريحات الرسمية خلال الفترة الماضية، كما كل عام، وهم بانتظار الترجمة العملية لها، عسى يخرجوا من دائرة الخسارات المتراكمة على مدى أعوام مضت، واضطرار بعضهم لاقتلاع أشجار الحمضيات في أرضهم، واستبدالها بزراعات أخرى.
فقد أعلن وزير الزراعة والاصلاح الزراعي بتاريخ 11/10/2017، أن الوزارة تقوم بشكل دوري بدراسة واحتساب تكاليف المنتجات الزراعية الاستراتيجية والرئيسية بما فيها الخضار والفواكه من خلال لجان مشكلة بالمحافظات بالتعاون مع اتحاد الفلاحين.
وأكد الوزير أن تكاليف المحاصيل الرئيسية مثل الحمضيات والتفاح والعنب والفروج والبيض ستحسب من خلال التواصل مع الجهات التسويقية لتحديد الحد الأدنى لشرائها وتسويقها إلى المصانع والمؤسسات الحكومية لإلغاء دور الوسيط وتشجيع التجار على شراء المنتجات بسعر أعلى بما يحقق هامش ربح أكبر للفلاح والحد من تكاليف وطول الحلقات الوسيطة.
كما كشف محافظ اللاذقية، مطلع الشهر الحالي، عن حزمة إجراءات جديدة لتحقيق انسيابية أكبر في تسويق محصول الحمضيات خلال الموسم الحالي، مشيراً إلى أن تسويق محصول الحمضيات هذا العام مقبل على تسهيلات كبيرة وتكلفة أقل في شحن واستجرار وتسويق المحصول بالتوازي مع معالجة وتذليل الصعوبات الفنية والإجرائية ودخول المزيد من الأسواق المحلية إلى الخدمة، فضلا عن فتح بعض المعابر الحدودية مع الدول المجاورة ما سيسهم في إنجاح عملية التسويق الخارجي.
فهل سينعكس موسم الحمضيات الحالي إيجاباً على الفلاحين حسب الوعود والتصريحات أعلاه، أم سيطاله ما طال المواسم الماضية من خسارات متراكمة، زادت من تردي وضع الفلاحين وإفقارهم، كما أودت بحياة الكثير من الأشجار قطعاً واستبدالاً، بمقابل استفادة بعض السماسرة والتجار والمصدرين، وزيادة ثرائهم؟!.